بقلم:مشاري الذايدي
مؤمن زكريا، لاعب كرة قدم مصري، كان نجماً كروياً كبيراً في عالم كرة القدم المصرية، أصيب بمرض قبل فترة أثّر على قدراته الحركية والعصبية، ونال تعاطفاً كبيراً من المجال الرياضي وغير الرياضي، وهو تعاطف مستحق مع لاعب موهوب وإنسان خلوق، كما شهد له كل من عرفه.
كل الأمنيات والدعوات بالشفاء التامّ لهذا الإنسان، قبل أن يكون نجماً رياضياً شهيراً. وعند وصف الشهرة أريد أن أفسّر لماذا أتناول حكايته اليوم؟
ذاع في الميديا، والسوشيال ميديا المصرية، مؤخراً، أن سرّ مرض اللاعب هو أعمال سحرية سوداء!
من قام بها ؟
اللاعب المصري المعتزل، والمحلّل الرياضي حالياً، والإداري المعروف في المجال الكروي، مجدي عبد الغني... كيف؟!
قالوا لك: لقد وُجدت أعمال سحرية في مقرّ مقابر عائلة عبد الغني نفسه... خذ التفاصيل:
قرّرت محكمة جنايات جنوب القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم زينهم بالسجن 3 سنوات للمتهمين بفبركة سحر لاعب كرة القدم مؤمن زكريا.
كشفت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها حقيقة تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تناقلته قنوات كثيرة، تضمّن عثور أحد الأشخاص على أعمال سحر أثناء قيامه بزراعة صبّار أمام مقبرة خاصة بعائلة اللاعب مجدي عبد الغني، عبارة عن أوراق وصورة للاعب مؤمن زكريا كُتب عليها بعض الطلاسم، والعبارات غير المفهومة.
أوضح بيان الداخلية المصرية أنه بعد فحص الفيديو المتداول والتحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية، تمّ تحديد المتورطين في هذه الواقعة وهم: المتهم الرئيسي، وهو عامل مدافن، اعترف أنه خطّط لهذه الواقعة مع نجله وثلاثة آخرين، بينهم سيدة، قاموا بجمع الأدلة الزائفة من صورة لمؤمن زكريا، وطلاسم وأدوات سحرية مزعومة، وقاموا بدفنها أمام المقبرة.
حسناً ما الهدف من هذه الفبركة؟
الاعترافات الواردة في الخبر قالت إن ذلك تمّ بهدف إلصاق التهمة بالكابتن مجدي عبد الغني، واستغلال شهرة مؤمن زكريا من أجل - وركّز على ذلك - جذب الانتباه وتحقيق مكاسب مالية... في التفاعلات الناجمة عن نشر الخبر. هذه الحكاية المخيفة، تفتح لنا عالماً قبيحاً يتخلّق أمامنا ويتضخّم، بسبب التقاتل على جني مكاسب عالم السوشيال ميديا، وحصد أكبر عدد من أرقام المشاهدات والإعجابات، وتحويل هذه الأرقام لاحقاً لمكاسب مالية معلومة لدى شركات «الماركتينغ» الجديدة في هذه العوالم المخيفة.
أهم شيء عند هؤلاء أن تصبح مشهوراً، بأي وسيلة ومحتوى كان... أصبِح مشهوراً، وحقّق أرقاماً عالية في السوشيال ميديا، ودعِ الباقي علينا.
هل آن لهذا الليل المظلم أن ينجلي، وأن توضع تشريعات واضحة لردع هذا السلوك المتوحش؟ لأنه إن لم يحدث ذلك، فسوف يكون وقود هذه النار الكبيرة، الأطفال والصبيان والصبايا والشيب والصغار، في مهرجان التسويق الآثم هذا...