توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقاسيم أفغانية... من الأخطر «داعش» أم «القاعدة»؟

  مصر اليوم -

تقاسيم أفغانية من الأخطر «داعش» أم «القاعدة»

بقلم: مشاري الذايدي

سألت رجل أمن عربياً كبيراً عن الطرف الأخطر في نظره، «داعش» أم «القاعدة»، فرد بلا تردد، «القاعدة» بدون شك.
أما لماذا، فهو لارتباط «القاعدة» بشكل أعمق بخدمة «المشروع» الكبير الذي هو مشروع «الإخوان المسلمين» في النهاية، مستحضرين في هذا الجانب أن أسامة بن لادن نفسه هو ربيب جماعة «الإخوان»، كما شرح ذلك بتوسع الباحث الأميركي لورانس رايت في كتابه الشهير (البروج المشيدة). وجل قيادات «القاعدة» الكبرى هي منتجات إخوانية في الأساس، ولنا أيضاً أن نتذكر ترحيب أسامة ونائبه الظواهري بخطف «الإخوان» الربيع العربي 2011.
تنظيم «القاعدة» بقراءة ما، هو الذراع العسكرية لجماعة «الإخوان»، بصرف النظر عن الانتقادات المتبادلة بينهما، لكن من أهم الجوامع التي تصل بين «القاعدة» و«الإخوان» هو وحدة المفاهيم المشتركة عن شكل الإسلام والمسلمين والعالم، كما أن علاقات «القاعدة» بجماعات الإسلام السياسي الشيعي (الخمينية) علاقة تخادم وتبادل منافع، وعمل مشترك، وهذا بالضبط هو طبيعة العلاقة بين جماعات «الإخوان» والنظام الإيراني الخميني والجماعات التابعة له بلبنان والعراق واليمن.
«داعش»، رغم توحشها البربري، لا تملك كل هذه المزايا من العلاقات والتحالفات، وهي «خطفت» المشروع البعيد المدى لـ«الإخوان»: مشروع «الخلافة» ونتذكر كيف وبخ يوسف القرضاوي، الرمز الفقهي الفكري الإخواني الشهير، «داعش» بعد دعواها الخلافة من دون الرجوع لأهل الحل والعقد، يقصد جماعة «الإخوان» طبعاً.
اليوم وفي أفغانستان نجد أن طالبان بنسختها الحالية لا فرق بينها وبين طبيعة نشاط ولغة وروح جماعات «الإخوان»، بعد تطويرها طيلة السنين الماضية، تطويراً سيئاً بطبيعة الحال، وصار لا فرق بينها وبين «حماس» الفلسطينية وحتى «حزب الله» اللبناني، في الدهاء السياسي ونوعية التحالفات.
يراد اليوم من طرف أميركا تصوير المشكلة في أفغانستان بجماعة «داعش خراسان»، فقط لدرجة أن الجنرال مارك أ. ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، عندما سئل مؤخراً عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتعاون مع طالبان ضد تنظيم «داعش» في خراسان، قال الجنرال ميلي إن هذا احتمال!
لا حديث عن «القاعدة»، وتنظيم «القاعدة» اليوم هو حليف طالبان، فهو أول من بارك «للطلبة» كما كان يصفهم أسامة بن لادن، وصولهم للحكم، والأنكى من ذلك أن التاريخ يعيد نفسه اليوم، فها هو تنظيم «القاعدة» يتشارك مع طالبان في معارك وادي بنجشير، ضد جماعة أحمد مسعود، النجل، ومن معه من الحلفاء، حسب بيان صريح لحركة مقاومة طالبان.
تنظيم «القاعدة» بالأمس، هو من اغتال أحمد شاه مسعود، الأب، الذي كان الخصم الرئيسي لطالبان و«القاعدة»، في نفس شهر سبتمبر الكبير عام 2001.
كما أن إيران قدمت خدمات الإيواء والتدريب لطالبان، سابقاً وحالياً، فهي فعلت نفس الأمر مع قيادات «القاعدة»، وما زالت، وهذا حديث معلوم لا يحتاج لكثرة الحكي.
لا جديد، إلا أن ملالي قندهار وهلمند وأولادهم صاروا أكثر تدريباً وتأهيلاً سياسياً وعسكرياً... وسلامة أفغانستان والجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقاسيم أفغانية من الأخطر «داعش» أم «القاعدة» تقاسيم أفغانية من الأخطر «داعش» أم «القاعدة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon