توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دمشق وطهران... إقبالٌ وصدٌّ

  مصر اليوم -

دمشق وطهران إقبالٌ وصدٌّ

بقلم:مشاري الذايدي

الميليشيات المرتبطة بإيران، التي تعملُ في سوريا، ما زالت تعمل، حتى بعد ما جرى لزعامة هذه الميليشيات في لبنان. بل إن «حزب الله» نفسه له في سوريا بؤره العسكرية وخطوطُ تموينٍ عسكرية، ومراكزُ ثقل، كما لدينا الميليشياتُ العراقية الحشدية على الطرف الشرقي لسوريا.

في أوقات متفرّقة وجّهت إسرائيل ضربات قوية إلى قادة «الحرس الثوري» في سوريا، حتى وصل الحال إلى ضرب القنصلية الإيرانية نفسها في دمشق، وقتل أكبر ضابط لـ«الحرس الثوري» العامل بجغرافيا سوريا. عماد مغنية، رمز «حزب الله»، قُتل في ضاحية من ضواحي دمشقَ الأمنية، على يدِ إسرائيلَ كما هو واضح.

حسناً، ماذا عن موقف النظامِ في سوريا، والرئيسِ بشار الأسد، اليوم، من الصراع الخطير، الذي وصلَ إلى الاشتباك المباشرِ بين إسرائيلَ وإيران؟

مراد ويسي، أحد محلّلي السياسة في شبكة «إيران إنترناشيونال» قال إن وزير الخارجية الإيراني، عراقجي، حملَ رسالة عَتَبٍ للأسد، حينَ زار دمشقَ قبل أيام، عقب مقتل نصر الله وضربِ حزبه في لبنان، وإنَّه قد يكون من المفهومِ لدى طهرانَ عدم تحمّس النظامِ في دمشقَ لحركة «حماس»، بسبب أنَّها عملت ضدّه في أثناء الربيع العربي، وذلك كما نعلم عائدٌ للموقفِ الإخواني العام، لكنْ لماذا يُظهر الأسد ما يبدو أنَّه عدم اكتراثٍ بما يجري لـ«حزب الله» وأذرع إيران الأخرى؟!

حاول بعض أنصار «المحور» الإيراني نفي وجودِ شيء من هذه الهواجس في دمشق، لكن نجد شخصاً مثل المحلّل السياسي السُّوري المناصر للنظام السوري، غسّان إبراهيم، يتحدَّث من دمشق، عن أنَّ الميليشيات الإيرانية، اليوم، تمثّلُ «ثغرة أمنية لسوريا».

وقال لـ«العربية.نت» إنَّ على الحكومة السورية «أن تُخرجَ الميليشيات إمَّا بإقناع الإيرانيين وإمَّا بالاعتماد على الروس وبدعمٍ منهم، لأنَّ هذه الميليشيات قد تدفع الإسرائيلي إلى نقلِ المعركة من لبنان إلى سوريا المنهَكة من حروب سابقة».

مضيفاً: «إذا تمّ إهمال الموضوع وأصبحت سوريا ضمن المعارك القائمة، فبالتأكيد أنَّ إيران لن تأتي لتدافع عنها، ولا عن النظام أو دمشق، لأنَّ المعركة مختلفة هذه المرة».

حتى المصادر الروسية أشارت إلى هذه المشكلة الصامتة بين دمشقَ وطهران، فقد ذكرت صحيفة «يزافيسيمايا» الروسية، حسبما نقلت «شبكة الجزيرة»، أنَّ إيرانَ تشتبه في استعداد الحكومة السورية لعقد صفقة محتملة مع الغرب، مبرزةً أنَّ هذا التقاربَ هو سبب اتخاذِ دمشق «موقفاً معتدلاً» نسبياً بشأن الصراعِ في قطاع غزة.

لا يقين لدينا حتى الآن، إن كانَ النّظام في سوريا عازماً فعلاً على النأي بنفسه عن نيران إيران، وعدم الاشتغال بهذه الحرائق الكبيرة، قدر المستطاع؟!

لكن الأكيد، في كل حال، أنَّه لا توجد ثوابت في السياسات، إلا حماية المصالح، فهل ستكون حسابات المصالح الوجودية في دمشق هي التي تملي عليها الصدّ اليوم عن الحضن الإيراني بعدما كانت المصلحة قد أمْلت عليها بالأمس الارتماء فيه؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دمشق وطهران إقبالٌ وصدٌّ دمشق وطهران إقبالٌ وصدٌّ



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon