توقيت القاهرة المحلي 10:18:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وتظلُّ السفينةُ الخليجية

  مصر اليوم -

وتظلُّ السفينةُ الخليجية

بقلم:مشاري الذايدي

العمل الجماعي قوة، خصوصاً في أوقات الأزمات، ومنطقتنا مُترعة بها على الدوام، والواضح أمامنا أن التجمّع الخليجي هو البناء العربي الأكثر صلابة والأطول عمراً، بعد الجامعة العربية التي بقي منها أطلالٌ بها رمق من حياة.

القمّة الخليجية على مستوى قادة دول مجلس التعاون الخليجية ستعقد في الكويت في الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهي مناسبة لتجديد العزم وابتكار الحلول، لمعالجة ما يمكن علاجه من مشكلات الجوار، العربي وغير العربي، وفي مقدّمة هذه المصائب، الحرب، بل الحروب، الإسرائيلية في المنطقة، ومنع الانزلاق للفوضى المهلكة بسبب العراك الإيراني الإسرائيلي، الذي يصعد ويهوي كبندول الساعة، ويتراوح بين الجدّ والهزْل، الصدق والتكاذب، الخطورة والسهولة، على إيقاعات ظاهرة وخفيّة.

المؤسسة الخليجية ليست إطفائي حرائق المنطقة فقط - كما قلنا حسب الممكن - لكنها أيضاً معنيّة بشقّ طرق جديدة لشعوبها نحو الغد، وتأمين حياة أكرم ومستقبل أضمن لمواطني هذه الدول ومن يقيم على أرضها، فهي إذن تقوم بعملين في وقت واحد، الخارج والداخل.

منذ انطلاق المؤسسة الخليجية رسمياً في 1981 على يد الآباء المؤسسين، وهي ولدت في محيط الخطر وصحراء الحذر، حيث كانت الثورة الإيرانية الأصولية ساخنة تطلق براكينها الدخانَ وبعضَ اللهب في كل مكان، وكان النظام البعثي الصدّامي يفرض صوته ويكرّس اتجاهه على السياسة العربية، وكانت أخطار الحرب الباردة شاخصة بين المعسكر الشيوعي بقيادة روسيا والرأسمالي الغربي بقيادة أميركا، وقد وصلت آثار هذا العراك العالمي إلى ديار الشرق الأوسط بل إلى الخليج والجزيرة العربية (ثورة ظفار في عُمان والنظام الشيوعي في اليمن الجنوبي... مثالاً).

الجميل أن استشعار هذه الأخطار في الدار الخليجية والجزيرة العربية والجوار العربي وغير العربي، لم يمنع العمل الخليجي من الانتباه للداخل، والعمل على إنهاض الإنسان والاقتصاد، الحجر والبشر، داخل الخيمة الخليجية.

نعم... كانت هناك لحظات أزمات، تطول وتقصر، وبعضها ما زال جمره تحت الرماد، وربما تأتي أزمات أخرى، لكن رغم كل الأزمات وبعضها عميق خطير، لم تتقوّض الخيمة الخليجية، وهذا بحدّ ذاته نجاح كبير، قياساً بانهيار منظومات عمل عربية أخرى، مثل مجلس التعاون العربي (مصر، اليمن، العراق، الأردن) والاتحاد المغاربي، وقبلها الاتحاد الهاشمي.

الأزمات الخارجية وربما الداخلية، هي كالصمغ الذي يمنع تفكّك الأجزاء عن بعضها البعض، وذلك من مفارقات الحال، وتبقى السفينة الخليجية هي القادرة العربية الوحيدة على الإبحار ومجابهة الأمواج.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وتظلُّ السفينةُ الخليجية وتظلُّ السفينةُ الخليجية



GMT 08:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 08:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

GMT 08:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 08:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

سوريا واللحظة الحرجة!

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترمب ــ «بريكس»... وعصر القوى المتوسطة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 22:57 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

رانيا يوسف تشارك عصام عمر مسلسل نص الشعب اسمه محمد رمضان 2025
  مصر اليوم - رانيا يوسف تشارك عصام عمر مسلسل نص الشعب اسمه محمد رمضان 2025

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon