توقيت القاهرة المحلي 20:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

  مصر اليوم -

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

بقلم:مشاري الذايدي

لا شك أن ظاهرة السوشيال ميديا، التي من أبرز ملامحها الرغبة في الانكشاف والاستعراض أمام الآخرين، من أخطر وأعمق التحولات التي مرت على الاجتماع البشري.

انظر إلى الطفل الصغير والطفلة، في أي مكان من هذا العالم، وانظر إلى الشيخ الكبير والشيخة، وهم يتابعون بدهشة ولهفة وعيون مفتوحة على آخرها، ساحة من ساحات السوشيال ميديا، فستعرف أن هذه الاختراعات الجديدة لامست شيئاً عميقاً وأصيلاً في بناء النفس الإنسانية.

ثم ارجع البصر مرة أخرى لتراهم وهم ليسوا على مقعد النظارة ومدارج المتفرجين، بل وهم «يؤثرون» كما يتوهمون، لتجد الواحد منهم هنا في حالة نشوة كونية وشعور خاص بأنه يصنع العالم على يديه.

هذه المشاعر التي فجرتها السوشيال ميديا لدى كل بني الإنسانية اليوم، مذهلة في إلحاحها ومركزيتها، وفي الوقت نفسه في الاستغراب من عدم انتباه مخترعي الهاتف أو الاتصالات بصفة عامة، وخصوصاً بعد عصر الإنترنت، لقوة هذه الغرائز لدى بني البشر.

إنها قوة مركزية تشبه قوة طاقة الكهرباء التي هي جزء من بنية الطبيعة من حولنا، منذ تكون الكون وتخلقت الدنيا، ومع ذلك لم يهتدِ البشر إلى الكشف عن نقابها إلا قبل هنيهة من الزمن، في حسبة الزمان!

انظر إلى أثر الفراشة الذي أحدثه أول من انتبه لفكرة خلق شبكة اتصال حرة وتفاعل خاص بين طبقة من الناس على الإنترنت، والمثال المضروب هنا دوماً هو «فيسبوك».

ثم راقب اليوم جبروت وتأثير هذه المنصات وملاكها على أمن وخوف، سلم وحرب، جوع وشبع، العالم كله.

لست أعلم هل نشأ علم أو علوم جديدة في الاجتماع والنفس والاتصال والسياسة، بل وحتى الملل والنحل والطوائف، بسبب السوشيال ميديا؟!

وبعد، فلقد صار الإمساك بخطام السوشيال ميديا، وتوجيه مؤثريها الكبار والصغار، معياراً تقاس به كفاءة السياسات والقيادة الإعلامية.

المعضلة تكمن في صعوبة إن لم تكن استحالة السيطرة المطلقة على هذا الفضاء المتوسع على مدار الدقيقة، فكل اهتمام بشخصية سوشيالية، يعني تشجيع مئات إن لم يكن آلافاً غيرها على الاحتذاء بها، ليصل السلف إلى الخلف، و«مافيش حد أحسن من حد»، وفي الوقت ذاته من الخلل ترك هؤلاء المؤثرين من دون توجيه أو تفاعل معهم؛ فهم يؤثرون على حياة وأفكار أعداد مهولة من أبناء وبنات وكبار وصغار الناس... وهكذا في مشكلة دائرية!

نقول هذا ونحن بعد في اللحظة الأولى من فجر عصر السوشيال ميديا...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا



GMT 20:35 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!

GMT 18:38 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

محمد مندور.. عواصف الفكر والعودة للثوابت

GMT 13:43 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ما هى كرة القدم فى مصر؟!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

GMT 09:26 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon