توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

  مصر اليوم -

لبنان الرأي قبل شجاعة الشجعان

بقلم:مشاري الذايدي

لم يكد دخان ونار التفجيرات الصغيرة في أجهزة النداء القديمة، المعروفة باسم «بيجر» يهدآن، حتى اندلعت موجة نارية جديدة، مستهدفة هذه المرة أجهزة الجوال، وغيرها من الأجهزة.

اتضحت الصورة إذن، فهي هجمة إسرائيلية تكنولوجية، من طراز جديد، تستهدف بالأصالة، أعضاء، بل قواعد، «حزب الله» في لبنان، تاركة خلفها صدمة نفسية رهيبة، ناهيك من آلاف من القتلى والجرحى... ومن الجرحى، كما يتمّ تداوله، السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، الذي كان يحمل جهاز البيجر الخاص بأعضاء «حزب الله» في لبنان!

هل هناك موجات أخرى؟ وهل ستكون بالطريقة نفسها، تفجير أجهزة شخصية أخرى... مثل ماذا؟ أو ستكون موجات من نوع مختلف، يعقبها هجوم عسكري صريح، على الجنوب اللبناني؟

لا ندري... لكن الأكيد حتى الآن، أن النكاية الإسرائيلية في «حزب الله»، ومن خلفه حتى بعض اللبنانيين الأبرياء، والبلد المنكوب من الطرفين، «حزب الله» وإسرائيل، طبعاً، نكاية مؤلمة لا سابق لها.

هنا سؤال كبير، ماذا عن إيران الحاضنة المغذّية الأولى لـ«حزب الله»، والمستفيدة العظمى منه، بوصفه قطعة عضوية من جسد «الحرس الثوري»... هل اقتصرت النكاية الإسرائيلية عليها في حزبها، وسفيرها لدى لبنان، أو يمكن تكرار هذا السيناريو «الرقمي» في إيران نفسها؟

النائب الإيراني، رضا حاجي بور، قال لوكالة «إيسنا» الحكومية، إنه وجّه تحذيراً مكتوباً إلى الرئيس مسعود بزشكيان، ووزراء الاتصالات والاستخبارات والخارجية والداخلية... بعد هجمات البيجر في لبنان.

أثبتت إسرائيل، شئنا أم أبينا، أن لديها ذراعاً طويلة في المنطقة، وتملك مفاجآت أفصحت عن بعضها، وكتمت الكثير، ولا ندري عن المقبل!

نعيد التذكير بما أوردناه بالأمس عن ميزان القوة الراجح بوضوح لصالح إسرائيل، عسكرياً واستخبارياً وتكنولوجياً، وأن الاعتراف بهذا الواقع، الآن، يوفّر كثيراً من الأسى والضحايا، وإضاعة الوقت في الخطب العصماء.

هل يعني ذلك الاستسلام للإرادة الإسرائيلية، وخاصة في عهد نتنياهو؟ أبداً، بل يعني العودة، للنهج العربي المخلص، في تخليص قضية فلسطين، من استغلال إيران وخلاياها، ومزايدات «حماس» وإخوانها، ومدافع الخطباء الصوتية على السوشيال ميديا، وخلق منظومة ضغط سياسي وقانوني وأخلاقي، عالمية، ضد الامتناع الإسرائيلي، للوصول إلى ميناء السلام... فسلاح الأخلاق والقوة السياسية، أعظم أحياناً، من السلاح العاري، الذي لا تملك فيه إلا نقاطاً قليلة، فيما يملك خصمك التفوق الساحق عليك، أقلّه حتى الآن، وحتى أجلٍ لا نعلمه.

الاعتراف بالواقع، ليس جبناً، بل عقل وشجاعة أيضاً، فأن توصم - ظلماً - بالجبن، وتحمي ناسك وقضيتك، خير من أن توصف بالشجاعة، وتخسر كل شيء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الرأي قبل شجاعة الشجعان لبنان الرأي قبل شجاعة الشجعان



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

GMT 09:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

«القاعدة» في اليمن وتوسيع التحالفات

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon