توقيت القاهرة المحلي 21:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد صبحي والأرض المسطّحة

  مصر اليوم -

محمد صبحي والأرض المسطّحة

بقلم:مشاري الذايدي

دائماً المنطق العلمي لا يغري أغلب الجمهور، ولا العقل أصلاً يغريهم؛ فالمألوف والمتوقّع يثير الضجر. المطلوب هو الغموض والحماسة ورفع درجة التوقعات والخيال.

نعم الخيال، وآهٍ من الخيال؛ فهو مصدر العواطف والفنون ورسم الماوراء، وهو الحافز للعمل والتنقيب والتفتيش لهتك ستر المجهول.

لولا الخيال والرغبة في اكتشاف الخيال على أرض الواقع، لما تمّت الكشوفات الغربية القديمة لكل بقاع الأرض، وقبلهم المسلمون وغير المسلمين في رحلات «العجائب» مثل ابن بطوطة، والإدريسي، وماركو بولو... وصولاً إلى حركة الكشوفات الحديثة التي كانت تقف خلفها دول ومؤسسات عظمى مثل الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية.

نعم، هناك دوافع سياسية واقتصادية لهذه الرحلات والجهود، لكن ذلك لا يلغي «شهيّة» الاكتشاف وهتك ستر المجهول. لكن مع اكتشاف أغلب سطح الأرض، وبعض جوفها، وآلاف الأقمار الاصطناعية المحيطة بالأرض، وآلاف السفن والطائرات التي تجوب البحار والأجواء؛ انكمشت مساحة المجهول، وهذا أمر يحبط الخيال وأهله بلا ريب!

هل يستسلم أنصار الخيال؟!

أبداً، بخاصة مع اختلاط الأمر بدوافع دينية وخرافات قديمة حول أن الأرض مسطّحة، وأن العلماء وبقية العالم «يضحكون» علينا؛ هناك أسرار خطيرة اتفقت القوى العظمى والمؤسسات السرّية على كتمانها (ما هي هذه المؤسسات وتلك القوى؟!).

قبل أيام في لقاء على قناة «صدى البلد» مع الإعلامي المصري، حمدي رزق، خرج الممثل المصري محمد صبحي، بتعليقات مثيرة، توقّع فيها أن تشهد الفترة المقبلة أحداثاً خطيرة مناخياً، مضيفاً: «لا أريد الحديث عن القطب الجنوبي؛ لأنه موضوع يحتاج إلى حلقات، وبالمناسبة أثبتت الأبحاث أن الأرض غير كروية».

لاحقاً، وبعد ردّ من المعهد المصري القومي للبحوث الفلكية، على كلام صبحي، قال الأخير: لقد كنت أسخر!

ذلك يقودنا لعالم مثير من أنصار نظريات «الأرض المسطّحة» و«الجدار الجليدي» الذي يحيط بالأرض، ويخفي خلفه «عالماً موازياً» اتفقت القوى العظمى على حراسته وعدم السماح للبشر بتجاوزه؛ حتى لا تنكشف حقيقة تسطيح الأرض، ووجود عوالم أخرى خلف الثلج!

يقولون إن هذا الجدار الجليدي الواقع في القطب الجنوبي يحيط بالأرض كلها، بينما القارة القطبية الجنوبية، كلها، هي من أصغر القارّات حجماً؛ فهي خامس أكبر قارة على وجه الأرض، وفقاً للموسوعة البريطانية.

لا تحسب أن هؤلاء الناس لا يستحقون الاهتمام؛ ففي عامَي 2017 و2019 مئات من مؤيدي نظرية المؤامرة أعلنوا أنهم يخططون لرحلة إلى موقع «نهاية العالم» في القارة القطبية الجنوبية.

الغريب أنك لو راجعت التعليقات المصاحبة لأي خبر عن الأرض المسطّحة والجدار الجليدي العظيم، لوجدت مئات التعليقات المؤيدة لهذه الخرافات... لماذا هذا مع كشف العلم والتكنولوجيا الحديثة لكل شيء؟!

هذا بحثٌ آخر...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد صبحي والأرض المسطّحة محمد صبحي والأرض المسطّحة



GMT 10:10 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

وحدة الساحات

GMT 10:08 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

لبنان... نتنياهو أخطر من شارون

GMT 10:05 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الأردن و«الإخوان»... «حكي القرايا وحكي السرايا»

GMT 09:59 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أوسلو... من الازدهار إلى الانهيار

GMT 09:57 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إيران ــ أميركا ــ أوروبا وإدارة الصراع

GMT 09:55 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

«الكلمة نور وبعض الكلمات قبور»

GMT 09:53 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

رؤية عربية للمتغير الرئاسي الأميركي

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 02:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
  مصر اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 23:55 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 07:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 22:12 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تحذف صورها وتوجه رسالة لطبيب التجميل

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 18:26 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 14:25 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الجمعة 22 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon