توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صبّوا علينا من ماء الديمقراطية... ولن نسقيكم!

  مصر اليوم -

صبّوا علينا من ماء الديمقراطية ولن نسقيكم

بقلم - مشاري الذايدي

الكاتب الكويتي أحمد الصرّاف يتسم بالوضوح والمباشرة في إبداء رأيه، كما في كشف انحيازه للقيم الليبرالية لكن تحت سقف «الوطن» الكويت.

أشرق فجرٌ جديد بعد الفصل العظيم الذي دشّنه «مشعل الكويت» وأميرها الحازم، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، بالدعوة لتنقيح الدستور الكويتي، وحلّ البرلمان وكل ما يتصل به من مفاعيل، بعد أن بلغ السيل الزُّبى، وصار مصير الكويت نفسها على مفترق الطريق من ناحية لحاقها بقطار النهضة الخليجية.

هذا القرار التاريخي، لم يعجب خليطاً من المستفيدين من اللعبة السابقة، المتكررة، المرهقة، حيث برلمان زاعق، بلا جدوى، وصلاحيات غامضة، وأجندات غريبة كـ: ملاحقة معارض الكتب والحفلات الموسيقية، ونغمات طائفية وقبلية ومصالحية، كما حذّر الأمير مشعل شخصياً، أكثر من مرة، وسبقه الأمير صباح الأحمد، من الفساد «اللي ما تشيله البعارين» أي الجِمال.

قد نفهم أن يتغنّى ليبرالي يساري أو عروبي حرَكي أو حتى فتاة من الحركة النسوية، أو شاب متحمس بمثالية ساذجة «لعبادة» الديمقراطية بشكل صوفي مطلق.

كل هذا قد نفهمه إذا بكى صاحبه وناح على الديمقراطية «المنحورة» كما زعموا، لكن أن يتباكى على الليبرالية «شيخ» وخطيب مُنتمٍ بعمق لطرح ديني يقيني مطلق، فهذا ما يثير التأمل.

نرجع لكاتبنا الذي بدأنا به، أحمد الصرّاف، الذي ردّ على نائب كويتي ينتمي لحركات الإسلام السياسي الشيعي، وهو صالح عاشور. ذكر الصرّاف أن النائب السابق، عاشور، غرّد على منصة «إكس (X)» كاتباً: «إلى الآن لم أفهم ولم أستوعب الليبرالي والعلماني بالكويت، وكيفية تأقلمه مع الوضع السياسي بالكويت ومن دون مجلس الأمة ومع ضوابط الحريات والتعبير عن الرأي، وتبين لي أنهم أصحاب شعارات أكثر من مبادئ وقيم!!». علامتا التعجّب من عاشور نفسه.

ردّ الصرّاف على عضو مجلس أمة لأكثر من عقدين، ومَن كان سيصبح رئيس السن لمجلس الأمة، بالقول إن الانتماء إلى الليبرالية أو أي مرجعية علمانية لا تعني جميعها: «إلقاء النفس في التهلكة، لكي يسعد هو أو يضحك غيره شماتة».

هناك حالة من «الفهلوة» لدى بعض حُذّاق الإسلاميين أو متحاذقيهم، خلاصته القول لمخالفيهم: ألستم تقدّسون الديمقراطية والليبرالية وحرية التعبير والعمل، حسناً لماذا تنحازون للسلطة ضد الديمقراطية «يا متعلمين يا بتوع المدارس»؟! إذا قيل لهم، وماذا عنكم، لماذا ترفضون أن يبدي الإنسان رأيه حيال مسلمّاتكم، التي ترون أنها مقدّسة، وما هي إلا محض أفكاركم وتأويلاتكم؟! قالوا، لا يستويان، نحن أهل الحق وغيرنا أهل الباطل.

بعبارة أخرى، نحن نريد «استخدام» ديمقراطيتكم وليبراليتكم هذه للفوز بمغانمها فقط، يعني «لعب من طرف واحد»!

الأمر حقاً كما قال عنه الكاتب والصحافي الإيراني المخضرم أمير طاهري، وهو يخاطب منطقاً قريباً من هذا المنطق، مع غلاة اليسار الإيراني، إن: «الحرية للذئب يمكن أن تعني قتل الخروف».

اُستخدم هذا المنطق الانتهازي «المصلحجي» المتذاكي من طرف «الإخوان» وأنصارهم ومطاياهم أيام «الربيع العربي»، وهم يرون في قرارة خطابهم أنهم وكلاء السماء وحدهم.

فعلوها من قبل، ويفعلونها اليوم، وسيفعلونها في الغد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صبّوا علينا من ماء الديمقراطية ولن نسقيكم صبّوا علينا من ماء الديمقراطية ولن نسقيكم



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon