توقيت القاهرة المحلي 07:08:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«طالبان»... وعدتم من حيث بدأتم

  مصر اليوم -

«طالبان» وعدتم من حيث بدأتم

بقلم: مشاري الذايدي

ليس من العقل في شيء أن يقبل الإنسان أن ما جرى في أفغانستان ليس نتيجة ترتيب سابق، أغلبه مجهول لنا، بعد جولات المفاوضات والحوارات في الغرف المغلقة طيلة أكثر من عام في عواصم عديدة، ولا ننسى العلاقات الخاصة بين طالبان والنظام الإيراني أيضاً، في كل فترة خروج طالبان عن السلطة.
طالبان دخلت مثل السكين في الزبدة، ولم تقع معركة واحدة مع الجيش الأفغاني ناهيك عن الأميركي، ولم تشنّ غارة واحدة من الطيران الحكومي الأفغاني! فعلاً يصدق على ما جرى المثل العربي الشهير «أمر بُيِّت بليل» أما ما هو هذا الأمر المبيّت، فستكشف الأيام تفاصيله، لكن لن يصدق عاقل أن ما جرى هو فقط نجاح عسكري «جهادي» طالباني بحت.
وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في تصريحات لشبكة (سي إن إن) قال إنَّ الولايات المتحدة نجحت في مهمة وقف الهجمات ضدها، وأضاف: «ليس من مصلحتنا ببساطة البقاء في أفغانستان». وأكد الوزير الأميركي أن بلاده لم تطلب أو تعد حركة طالبان بشيء.
رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون دافع عن قرار واشنطن بتسريع الانسحاب من أفغانستان، مؤكدا أنَّه كان مبنياً على دلائل.
هذا يعني أن واشنطن، وحليفتها التاريخية لندن، على علم بما يفعلون، أو هكذا يبدو الأمر على الأقل، فما هي المصلحة الأميركية ومن خلفها الغربية في «تسليم» أفغانستان إلى «الإمارة الإسلامية» في أفغانستان؟
السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام، قال إن المتطرفين في العالم يحتفلون، مؤكداً أن ما يجري في أفغانستان خطر على أميركا.
الواقع أن الخطر الأمني العالمي لا يخفى على الأعمى جراء سيطرة هذه الجماعة المخبولة المتطرفة، المناظرة لشقيقتها الإيرانية الأعجمية، لكن طالبان نسخة سنية والخمينية النسخة الشيعية.
خطر ليس فقط في احتضان تنظيم القاعدة وأمثاله، وبالمناسبة فإن طبخ عملية 11 سبتمبر (أيلول) التي وقعت 2001 كان في مطابخ أفغانستان، هذا خطر معلوم وسيعود بصيغ جديدة، لكن الخطر الأكبر هو في خلق نسخة سنية من النظام الخميني، فرئيس طالبان هو «أمير المؤمنين» ويقابله في النسخة الإيرانية «المرشد الأعلى» وهو أيضاً «ولي أمر المسلمين» كما يصفه أتباعه مثل اللبناني حسن نصر الله.
نحن أمام خلق زخم خبيث لإنعاش الإسلاميين المتطرفين من جديد، ولن يسلم من هذا الزخم طرف، ونحن العرب بالذات دول الخليج، في عين الاستهداف.
من أطلق الوحش من قفصه... ولأي غاية، وما هي التعهدات التي قدمها قادة طالبان لإطلاق سراحه وبسط يده على البلاد والعباد؟
تذكرت، وأنا أرى تكرير المشهد بالكربون، مشهد اجتياح طالبان بعد 20 عاماً، الوصف الوارد في الأثر النبوي، وعدتم من حيث بدأتم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«طالبان» وعدتم من حيث بدأتم «طالبان» وعدتم من حيث بدأتم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon