توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التاريخ ليس مِلكاً للراوية

  مصر اليوم -

التاريخ ليس مِلكاً للراوية

بقلم:مشاري الذايدي

هل التاريخ نص حجري جامد؟ هل هو واقعة مغلقة المسامات وموصدة الأبواب أمام زوار العقل والتأمل والبحث عن طبقات خفية فيه وزوايا مهملة؟

نقرأ دوماً عبارة «التاريخ كتاب مفتوح»، لكن بعضنا لا يسبر أغوار هذه العبارة الخطيرة المثيرة.

كل مرة نقوم فيها بزيارة التاريخ نخرج منه بانطباع جديد وتفرسات ناشئة غضة الإهاب.

إن الباحث المجد، الشغوف، يصنع كل مرة لوحته الخاصة من الفصل التاريخي المقصود بالزيارة، كما هو مفهوم عبارة الفيلسوف الفرنسي (بول ريكور) التي نقلها ونقل أمثالها (حسام شاشية) الباحث التونسي الرصين المتخصص في المسألة الموريسكية من التاريخ الإسباني وشمال أفريقيا.

لفتتني أيضاً هذه الكبسولة العميقة الأثر المجسدة في هذه العبارة: «المؤرخ لا يدرك أبداً أكثر من قطعة ضئيلة في نسيج أحداث من كل شكل ولون». مارك بلوخ، (كتابه دفاعاً عن التاريخ أو مهنة المؤرخ)، ترجمة أحمد الشيخ.

مما يغذي باستمرار تجدد «اللوحات» التاريخية، تجدد الكشف عن وثائق جديدة على شكل نقوش أو وثائق مكتوبة أو مذكرات أو تقارير.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تطور مناهج البحث التاريخي المقارن وفحص المحركات العميقة للمجتمعات والسياسات بعيداً عن الشعارات الظاهرة والأغطية المسدلة.

انظر إلى الثورة الفرنسية التي تقترب من طي قرنين ونصف على اندلاعها، وانظر وفرة الروايات والمقاربات وبالتالي «التواريخ» عنها، وهو حدث واحد، لكن زياراته متعددة الوجوه!

قل مثل ذلك عن الثورتين الروسية والصينية، بعيداً عن روايات الرفاق الحمر، وحتى من خلال رواياتهم، ثمة تعدد وتركيب وتنوع.

إذا سافرنا أكثر في رحلة الزمن، فهل «انقلاب» العباسيين على الأمويين، أو ثورتهم كما يروق لآخرين وصفها، ثورة هاشمية على بني أمية فقط، أو ثورة أعجمية على العرب، أو ثمة بواعث اقتصادية وغير اقتصادية فيها، يكتشفها «المنقب» التاريخي الصبور؟!

عطفاً على ما مضى، وغيره، فهل تاريخ الجزيرة العربية في القرون الـ3 الماضية استثناء من ذلك؟

من قال إننا يجب أن نظل «أسرى» لرواية واحدة وإنْ تكررت، كرواية المؤرخَين: ابن غنام وابن بشر، عن تاريخ الدولة السعودية الأولى أو الثانية؟!

أين روايات الساسة وقادة الجيوش وزعماء المجتمع، ناهيك من عامة الناس من الأذكياء؟!

ناهيك من روايات الأجانب، والأخيرة لحسن حظنا محفوظ منها كثير، من الذي يخالف أو يثري الروايات المخلية للمشايخ و«المطاوعة».

تاريخنا السعودي أثرى بكثير من حصره في سرديات ابن غنام وابن بشر، على أهمية ما كتباه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ ليس مِلكاً للراوية التاريخ ليس مِلكاً للراوية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon