توقيت القاهرة المحلي 16:30:34 آخر تحديث
الأربعاء 9 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

عبير الكتب: أحلام تركي الحمد

  مصر اليوم -

عبير الكتب أحلام تركي الحمد

بقلم : مشاري الذايدي

هل نحن مسلمون أم إسلامويون؟

هكذا يصلُ بكَ الكاتبُ والمُفكّر السعودي تركي الحمد لنهاية القول، ويُجمل لك تفاصيل المعضلة، معضلة الهُويّة القلقة بين المسلمين والعرب اليوم، حول سؤال الدين والسياسة، الأصالة والمعاصرة، القديم والجديد.

د. تركي الحمد -عافاه الله من وعكته- مشغولٌ بهذا السؤال الكبير، منذ بواكير أبحاثه وكتبه ومقالاته، ومقالاته هي بحقٍّ وثيقة سياسية اجتماعية، لتحولات السياسة والفكر في المنطقة، منذ كان يكتب بجريدة «الرياض» ثم بهذه الجريدة «الشرق الأوسط».

في كتابٍ خفيف الوزن، ثقيل المعنى، نيّر العبارة، واضح الإشارة، هو «السياسة بين الحلال والحرام... أنتم أعلمُ بأمور دنياكم». نجدُ الحمد يصول ويجول في هذه الحلبة، يمتطي فيها حصان سؤاله الحائر: أين تكمن مشكلتنا الحضارية؟

أكيد ليست في الإسلام نفسه -معاذ الله- بل في فهم جماعات وتطبيق زُمرات من المسلمين له، يقول تركي ذوداً عن قيمة الإسلام أمام مُستنزفيه من تُجّار السياسة والأحزاب: «جوهر الإسلام عند فهمه في إطاره الحضاري، يمكن الوصول إلى تحقيق مقولة الإسلام صالح لكل زمان ومكان».

يرثي الحمد واقع المسلمين المتراجع اليوم ويسأل: «هل تتسع قلوبهم لعملية نقد ثقافي جذري فتُخرج من الدين ما ليس منه؟ وهل الفرصة لا تزال متاحة؟ أم أن (أيام العرب) ما زالت تضرب بجذورها عميقاً في النفوس وتعميها عن رؤية الحقيقة؟».

يغير غارات نقدية على أوهام الإسلامويين -وليس المسلمين- طالباً منهم عدم تحميل الدين الإسلامي وِزر معاركهم السياسية، ملتصقين به وبقداسته، لتسويغ مكاسبهم أو الدفاع عن خسائرهم في «سوق» السياسة.

فهل يعني ذلك أن الحمد يريد شطب العمل السياسي المعارض بذريعة رفض خطاب الإخوان، وأشباه الإخوان، من سنّة وشيعة؟

يقول تركي: «لك أن تعارض هذا النظام أو ذاك، أمّا غير الحق فهو أن تُضفي على هذه المعارضة أو ذاك الاتفاق صبغة دينية مقدّسة».

لأن -حسب تركي- سياسات التحريم والتكفير لن تؤدي إلا إلى انهيار المجتمع.

هذا الكتاب أثيرٌ لدى صاحبه، فقد كان يستشهد به في مقالاته المتأخرة، قبل توقفه عن الكتابة -عافاه الله- ومن ذلك هذه المقالة المنشورة في «إندبندنت عربي»: ويقول مُحدّثكم هنا، في كتابه «السياسة بين الحلال والحرام... أنتم أعلم بأمور دنياكم»: «إن السلطة في الإسلام مبدأً وتاريخاً، لا بدّ أن تكون مدنية التكوين، وإلا سقطنا، دون أن نشعر، في ثيوقراطية أوروبا في عصورها الوسطى. نعم السلطة واجبة، عقلاً ونقلاً، ولكن شكلها وكيفية ممارستها مسألة متروكة لجماعة المسلمين، حيث إنه لا عصمة بعد النبي، صلّى الله عليه وسلّم، إلا للجماعة (لا تجتمعوا أمّتي على ضلالة)، وليس لأيّ، مهما كانت منزلته». (السياسة بين الحلال والحرام. دار الساقي، الطبعة الخامسة، 2009، ص 69).

لماذا هذا الأمر ضروري؟

يجيب تركي: «ما دخل الدين في السياسة (الصحوة مثلاً) إلا كانت الكارثة، وما دخلت السياسة في الدين (الإخوان المسلمون مثلاً)، إلا كان الفساد بعينه».

لقد كان تركي الحمد يحلم دوماً بالوصول إلى هذا المعراج الفكري الأسمى، و«الإنسان أولاً وأخيراً كائن حالم، ولولا الحلم ما كانت الحياة ذاتها».

هذا كان ذات حُلمٍ من أحلام النبيل تركي الحمد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبير الكتب أحلام تركي الحمد عبير الكتب أحلام تركي الحمد



GMT 16:30 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

أهذه إنجازات يا حكومة؟!

GMT 10:00 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

لن يتغيّر وجه الشّرق الأوسط قبل كسر إيران

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

المسئول الانتقالى والمهمة الصعبة

GMT 07:25 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

تمهّل... أمامك مطبّات

GMT 07:23 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

ترمب وإيران ودروس لـ«حماس»

GMT 07:20 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

يوم التحرير... شرعية أميركية جديدة

GMT 07:19 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

لكنْ ماذا نفعل؟

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:00 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

نادين نسيب نجيم تتعاقد على المشاركة في رمضان 2026
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتعاقد على المشاركة في رمضان 2026

GMT 10:37 2021 الجمعة ,16 إبريل / نيسان

الإصابة تهدد مشاركة بيكيه في نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon