توقيت القاهرة المحلي 03:51:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سمكة القرش: من أنتم؟!

  مصر اليوم -

سمكة القرش من أنتم

بقلم - مشاري الذايدي

كمّ الخِفّة والابتذال الذي نُحاط به من كلّ حدبٍ وصوب، اليوم، يبعث على الاشمئزاز حقاً، كلّ شيء وكلّ خبر وكلّ قصة، صارت مادة للابتذال والتراشق، وأمراض السوشيال ميديا المعلومة (حبّ الظهور، والإغراب على الجمهور).

تعرَّضَ شابٌ روسيٌّ مؤخراً لهجمة من سمكة قرش قاتلة، أودت بحياة المسكين، في إجازته المرعبة، وذهب نصف جسده في جوف السمكة القاتلة... في مياه البحر الأحمر المصرية.

إلى هنا، والحادثة تقتصر على أخبار الحوادث الدامية، ويتعاطف الناس فيها مع الضحية وذويه، بوصف هذه النهاية، من أمور «القضاء والقدر» مثل حوادث السيارات والطيارات، على قلّة الأخيرة بالنسبة للسيارات، لكنَّها أكثر رعباً بكثير من حوادث السيارات، رغم أنَّ السيارات تقتل من البشر سنوياً أضعاف أضعاف ما تفعله الطائرات.

بعد حادثة السائح الروسي في مياه الغردقة، دار حكي «سخيف» عمَّن دفع هذا القرش، ومن وفّر له الظروف المناسبة لمهاجمة السياحة المصرية، وضربها في مقتل، في خطة شيطانية ضمن حروب «الجيلين الرابع والخامس» إلى آخر هذا الهراء.

وفقاً لأرقام منظمات معنيّة، فإنَّ هجمات أسماك القرش نادرة للغاية، إلا أنَّها مميتة، ففي عام 2014، شهد العالم نحو 3 وفيات ناتجة عن هجوم أسماك القرش، بينما في عام 2015 بلغ عدد الوفيات 6، وهو المتوسط السنوي تقريباً لحوادث الموت بسبب هجمات القروش.

لك أن تتخيَّل، حسب الإحصائيات الدولية، أنَّ البعوض والكلاب والحشرات والثعابين، ناهيك عن حوادث السيارات، والجرائم البشرية ضد بني جنسهم، هي المتسبب الأكبر في قتل البشر... سمكة القرش المسكينة تأتي في آخر ذيل قائمة القتلة.

بالعودة لحادثة الغردقة، فهي ليست الأولى في «كل» مياه البحر الأحمر، ولن تكون ربما الأخيرة، للأسف.

الدكتور محمود دار، الأستاذ بالمعهد القومي المصري لعلوم البحار فرع البحر الأحمر، خلال مداخلة هاتفية بالتلفزيون المصري، شارحاً أسباب سلوك سمكة القرش القاتلة هذا، قال: «الأسماك تخرج للمناطق القريبة من الشاطئ في ثلاث حالات؛ الأولى عندما تلقي بعض المراكب الحيوانات النافقة في المياه، أما الحالة الثانية فعندما يقدم أصحاب المراكب طعاماً لأسماك القرش ما يغير من طبيعة تغذيتها»... «وأما الحالة الثالثة، فهي خروج سمكة القرش لوضع مواليدها في المناطق الضحلة، خوفاً عليها من الذكور أو الأعداء، وتقوم أنثى القرش (السمكة القاتلة هي أنثى من نوع قرش النمر) بتأمين المنطقة وزيارتها قبل وضع المواليد، والسمكة تكون في حالة هياج لأنَّها تشعر بالخطر على مواليدها».

وقال المختص المصري بكلام عاقل: «السمكة تنفذ غريزتها الطبيعية بوضع مواليدها في مكان آمن، وإذا وجدت أي كائن حي، سواء أكان إنساناً أم غيره، تصاب بحالة من الهياج وتهاجمه، لشعورها بالخطر».

دعوا أسماك القرش، إذن، بعيداً عن السياسة والتهريج في الميديا والسوشيال ميديا، لو نطقت لقالت: من أنتم؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سمكة القرش من أنتم سمكة القرش من أنتم



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon