توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تذكرون هذه الليلة قبل 20 عاماً؟

  مصر اليوم -

هل تذكرون هذه الليلة قبل 20 عاماً

بقلم - مشاري الذايدي

منتصف هذه الليلة، وأنت تقرأ هذه الكلمات، يكون قد مر عشرون عاما على بداية أعمال تنظيم «القاعدة» الإرهابي على الأرض السعودية.

ليل 12 مايو (أيار) عام 2003 صعق الناس بخبر تفجيرات هائلة استهدفت 3 مجمعات سكنية مدنية شرق العاصمة السعودية الرياض، ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من السعوديين وغيرهم.

الناس تسأل: ماذا جرى؟ لماذا هذه المجمعات؟ من خلف هذا العمل الخبيث؟

لم يمكث الناس كثيرا في حيرتهم، فتنظيم «القاعدة» يعلن رسميا أنه المسؤول عن هذه الهجمات فيما أسماه «غزوة بدر الرياض» كاشفا عن أسماء المنفذين وتسجيلاتهم وتحضيراتهم للجريمة أو الغزوة.

قبلها بقليل كان الأمن السعودي قد داهم وكرا قاعديا لتصنيع المتفجرات في حي إشبيلية بالرياض، ثم الإعلان عن أول قائمة مطلوبين من التنظيم التي عرفت فيما بعد بقائمة الـ19 الشهيرة.

الكشف عن خلية إشبيلية، كما كتبت أنا في هذه الجريدة بعد 3 أيام فقط من هجمات 12 مايو التالي: «كانت صدمة للمجتمع السعودي، ولم نلبث قليلا حتى ضرب (الجهاديون) السعوديون ضربتهم الكبرى يوم الاثنين الماضي 12 مايو».

وسألت حينها ودخان الحريق ما زال حياً: «كيف جرى ما جرى يوم 12 مايو في الرياض، وماذا يريد الذين قاموا بهذا العمل؟».

كتبت مقالة ما زلت أشعر بها حتى اليوم بعنوان «مطبخ بيشاور» حاولت فيها أن أشرح للعموم السعودي كيف خلق تنظيم «القاعدة» في بيشاور على حدود أفغانستان، وكيف كان الشاب السعودي ضحية لغواية الفكر الإخواني الجهادي وارتخاء أو سذاجة السياسات الرسمية في عدم الانتباه لهذا الخطر المجتمعي حينها.

قلت وإذا حصلت المعرفة بهم، فما هي الفائدة: «المعرفة تبقى ناقصة إذا حاولنا أن نفهم الحدث من زاويته الأمنية فقط، أو حاولنا أن نعزل الحدث عن رحمه الذي ولد منه، إن هذا الرحم ما زال موجودا، وهو خصب يهب دائما نفخة الحياة للجسد الذي فجر الرياض عشية الاثنين البئيس».

قبل هجمات الرياض في مايو 2003 كانت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 وحين كان كاتب أو متحدث ينتقد أسامة بن لادن يجابه بالهجوم العلني عليه، كان أسامة موضع ثناء من طرف خطباء «الصحوة» ونجومها فهو أمير المجاهدين، حتى حصلت قارعة الهجوم في شرق الرياض بعدها بسنتين، فخرست ألسنة خطباء الصحوة... إلى حين.

المضحك المبكي أنه بعد تواتر عمليات «القاعدة» في السعودية وخروج أسماء قيادات التنظيم من الظل للعلن مثل يوسف العييري وعبد العزيز المقرن وصالح العوفي والمغاربة كريم مجاطي ويونس حياري واليمني خالد حاج وغيرهم، تقاطر نجوم الصحوة لممارسة دور الناصح والمصلح والمعالج لأعضاء «القاعدة» سواء الذين في السجن، وهو الأمر الذي جعل المؤسس السعودي الأول للتنظيم، يوسف العييري يهزأ بهم في مقالة شهيرة.

أريد القول إنه ورغم آلاف المقالات ومئات الساعات من التلفزيون والراديو، لم ينشأ مركز دراسات حقيقي عن هذه الظاهرة، ولم تصنع أفلام ومسلسلات ووثائقيات عن تلك السنين ما عدا عمل وثائقي جميل بعنوان: كيف واجهت السعودية «القاعدة»، لكنه كان من زاوية أمنية بحتة.

نحن بحاجة ماسة اليوم، خاصة اليوم، لحرث هذه الأرض وتقليبها، وفحص البذور الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية فيها.

يقول الصحويون اليوم: دعونا من هذا، هذا موضوع قديم وأنتم أسرى الماضي، وليس لديكم إلا هذا الحديث ... أزعجتمونا!

لم نسمع هذه النغمة في الغرب مثلا وهم إلى اليوم ينتجون الأعمال تلو الأعمال والدراسات إثر الدراسات عن هتلر والنازية وموسوليني وتشرشل وديغول والحربين العظميين الأولى والثانية رغم مرور قرن عليها؟!

من لم يدرس الماضي جيدا، ربما محكوم عليه بإعادته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تذكرون هذه الليلة قبل 20 عاماً هل تذكرون هذه الليلة قبل 20 عاماً



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon