توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يُورقُ الأمل في جدّة؟

  مصر اليوم -

هل يُورقُ الأمل في جدّة

بقلم - مشاري الذايدي

اليومَ تُعقد القمّة العربية في مدينة جدّة السعودية على ساحل البحر الأحمر، بحضور عربي استثنائي، وأجندة صعبة و«عملية» على طاولة القادة العرب، بضيافة سعودية تجاوزت الضيافة إلى تخطيط المسار العربي السياسي.

السعودية اليوم تقود السياسة العربية، تدأب قدر جهدِها مستخدمة إمكاناتها المعنوية والمادية الاستثنائية في محاولة «لمِّ الشمل العربي» كما هو عنوان قمّة جدّة.

كثيرة هي المسائل الكبرى والمعضلة المطروحة على مجلس العرب، آخرها حريق السودان، الذي تسعى السعودية، مع الشركاء، لإطفائه أولاً، ثم البحث عن مسار سلمي سياسي تبحر عليه سفينة السودان نحو برّ الأمان.

هناك معضلات أخرى مثل اليمن ولبنان، وليبيا وما أدراك ما ليبيا، والصومال والعراق.

كل مسألة منها تحتاج إلى جهود وليس جهداً واحداً لحلّ تشابكات كل على حدة، وهذا قدر الرياض اليوم، ليس هذا انتقاصاً من أي عاصمة عربية، فهناك تضافر وتكامل بين بعض عواصم العرب الكبرى وغيرها، لصنع واقع عربي يسرّ الناظرين.

ثمة ملايين من الشعوب العربية يعانون اليوم من جمر الحروب والتشريد والفساد والعطالة السياسية، ولعل الشعب السوري يأتي في مقدمة المعاناة حالياً، وعلى ذكر السوريين، كان الحدث «الخاص» هو حضور الرئيس السوري بشار الأسد بعد نجاح السعودية والعمل داخل الجامعة العربية والشركاء العرب، في إعادة دمشق إلى المنظومة العربية.

نعم هو حدث جدلي - وسيظل جدلياً - عطفاً على المآسي والدماء والجراح التي تمّت، ولكن العرب والرياض يراهنون اليوم على محاولة استعادة دمشق للعرب، و«تجريب» هذا الحلّ، وتبقى الكرة في ملعب قيادة سوريا.

سبق خطوات استعادة سوريا للمسار العربي عقد اتفاق مع طهران، ومحاولة حلّ الأزمة اليمنية، والحوار مع الحوثي، وغير ذلك من مظاهر سياسة «إقفال الثغرات الخطيرة».

سيرى العرب مستقبل هذه الخطوات، بالنهاية لا يقول عاقل إنه لا يريد «لمّ الشمل العربي» ومنع القوى الغربية والشرقية من محاولة «الاستثمار» في هذه المسائل على حساب العرب.

نحن اليوم في عالم خطير، بالمناسبة هذا الشهر مايو، في يوم 27 منه، شيخ السياسة العالمية، المخضرم الأميركي هنري كيسنجر، سيبلغ مائة عام، يكون قد عاش قرناً من الزمان.

بهذه المناسبة أطلق كيسنجر المراقب العميق للمشهد العالمي السياسي، تحذيره الخاص من كارثية الصدام الأميركي الصيني على الأمن الدولي قاطبة، وقال: «نحن في وضع كلاسيكي يشبه ما قبل الحرب العالمية الأولى، حيث لا يتمتع أي من الجانبين بهامش كبير من المناورة السياسية، وحيث يمكن أن يؤدي أي اضطراب في التوازن إلى عواقب وخيمة». واعتبر كيسنجر أن تجنّب الصراع بين القوى العظمى هو محور عمله في حياته، مقتنعاً أن السبيل الوحيد لمنع الصراع المدمر هو الدبلوماسية القوية المدعمة بشكل مثالي بالقيم المشتركة.

المخيف أن الشيخ كيسنجر يتوقع، إن لم ينزل الأميركان والصينيون من شجرة العناد، حدوث الصدام الرهيب بمدى أقصاه 10 سنوات! من هنا، وحين مشاهدة الصورة الكبرى، يصبح «لمّ الصفوف» والنظر للخطر الأعظم، مسألة وجودية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يُورقُ الأمل في جدّة هل يُورقُ الأمل في جدّة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon