توقيت القاهرة المحلي 16:02:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا تغيب ذكرى 2 أغسطس

  مصر اليوم -

حتى لا تغيب ذكرى 2 أغسطس

بقلم : مشاري الذايدي

 

إذا كان عمرك أيها القارئ الكريم 34 عاماً، فقد ولدت في العام نفسه الذي «ابتلع» فيها الجار العراقي جاره، دولة الكويت، في يوم خميسٍ أسود، من شهر أغسطس (آب) عام 1990.

عمرٌ يعني النضج، وتولّي المسؤولية، بل وربما إدارة بعض المسؤوليات الحكومية أو في القطاع الخاص، أو حتى مسؤولية أسرة صغيرة.

حتى لو كان عمرك أكثر من ذلك بثلاث أو أربع سنوات، فيعني ذلك عمر الطفولة في أثناء افتراس دبّابات جيش صدّام حسين وعرباته وكتائبه الكويت وصولاً إلى العاصمة نفسها، واحتلال شارع الخليج على الكورنيش وقصور الدولة الرسمية دسمان وغيره... هل تخيّلت الحادثة وشربت أحاسيسها؟!

أنا اليوم، مشغولٌ بهذه الذكرى أكثر من غيرها، أعني ذكرى احتلال الكويت من طرف الرئيس العراقي صدّام حسين يوم الخميس 2 أغسطس 1990، حين غُدر بالكويت وأهلها، وقت الإجازات الصيفية، مثل هذه الأيام، وقرّر حاكم العراق، فرض الأمر الواقع، وإلحاق الكويت بالعراق، المحافظة الـ19 للقطر العراقي المجيد، والعالم، حسبما صوّرت الأوهام لصدّام ورفاقه، سيقبل الأمر الواقع، لأن العالم يحترم لغة القوّة.

هكذا كان يفكّر صدّام، ونخبته، في فهم ساذجٍ لموازين القوى ومساحات المسموح وغير المسموح به، وفي استخفافٍ سفيهٍ بموقف الجار العربي الأكبر للكويت، المملكة العربية السعودية، وقائدٍ حازمٍ مُجرّبٍ عركته السنين، وهو الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود.

ما جرى بعد ذلك خلال أشهر الاحتلال الكئيب، معلومٌ، وكيف تمّ طرد الغزاة بعد كفاحٍ سياسي إعلامي اجتماعي وعسكري، كانت الرياض في القلب منه، وكانت السعودية هي الحصن الحصين لقوة التحرير، وكان شعب الكويت حاسماً في التمسّك بدولته وحرّيته، وكذا القيادة العليا، ومن ينسى جهود الشيخ سعد العبد الله رحمة الله عليه؟ وبعد كفاحٍ حافل، تمّ تحرير الكويت في فبراير (شباط) عام 1991 بعملية عاصفة الصحراء... وعاد أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح من السعودية، حيث كان مركز قيادته بدعمٍ سعودي تاريخي لا نهائي، وأشرق النهار الأبيض من جديد على أرض الكويت.

لماذا نتذكر ذلك اليوم؟

حتى لا ننسى ولا تنسى الأجيال الجديدة، التي لم تعد جديدة، فكيف تكون كذلك ونحن نتحدث عن أعمار فوق الثلاثين؟!

لدي أمنية قديمة جديدة، لماذا لا يتمّ إنشاء متحف أو معرض دائم عن مرحلة حرب تحرير الكويت؟ ليس فقط في الكويت، بل في السعودية، فهذه حربٌ مجيدة خاضتها المملكة، واحتضنها الشعب السعودي قاطبة.

معرضٌ يوقظ الذكريات المفيدة في تعزيز الانتماء الوطني، وتبصير الغافلين بعِبر الماضين، فالأيام تعيدُ نفسها أحياناً، بفروق ضئيلة حتّى!

معرض دائم على غرار معارض الحرب العالمية الثانية أو الأولى أو حروب التحرير في أكثر من بلد بالعالم.

قال الشاعر الكويتي (وضّاح) حول تخليد الذكرى هذه:

إن مال هذا الزمن وإلا نوى التحريف

الورد عهد ووفا... الورد ضد الجفا...

والورد يطلع ترى حتّى بجمر الصيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا تغيب ذكرى 2 أغسطس حتى لا تغيب ذكرى 2 أغسطس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon