توقيت القاهرة المحلي 15:22:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

  مصر اليوم -

راغب علامة والخوف الاصطناعي

بقلم : مشاري الذايدي

 

تشير الحادثة التي تعرّض فيها الفنان اللبناني راغب علامة للترهيب والاعتداء على مصالحه في لبنان، من طرف أنصار «حزب الله»، إلى أن ظل الحزب الإيراني - اللبناني الثقيل على لبنان ما زال شاخصاً وجاثماً.

في فيديو تداولته مواقع التواصل بشكل واسع، يظهر الفنّان الإماراتي، عبد الله بالخير، وهو يتحدث بالهاتف إلى راغب علامة، ويدعوه الفنان اللبناني لزيارة لبنان قائلاً: «ما عاد فيه نصر الله خلصنا منه».

لكن راغب علامة، أنكر على حسابه في منصة «إكس» صحة الفيديو، مؤكداً أنه «مفبرك بالذكاء الاصطناعي»، وقال: «أنفي هذا الاتصال جملةً وتفصيلاً، وسوف ألاحق الموضوع قضائياً». وتحدّث عبد الله بالخير أيضاً عن خداع الذكاء الاصطناعي له هو الآخر.

جمهور «حزب الله» الافتراضي، على مسارح التفاعل اللبناني في السوشيال ميديا، هاجم راغب علامة، واستشرس عليه، ليصل الأمر ببعضهم إلى تهديد راغب علامة في حال زيارته لبيروت... ليس ذلك وحسب، بل تُرجم الهجوم القولي إلى هجومٍ فعلي، حين تعرّضت مدرسة «السان جورج» في الضاحية الجنوبية لبيروت، المملوكة لراغب علامة، إلى التخريب والتكسير، كما كُتبت عبارات مؤيدة لحسن نصر الله ومناهضة للفنان اللبناني.

عرفنا عما جرى لراغب علامة من بلطجية «حزب الله»، بسبب شهرة الفنان العربية، وليس اللبنانية فقط، لكن لا يعني ذلك أن العشرات أو أكثر ربما، يتعرضون لترهيبٍ متنوع الصور، من أنصار الحزب، لإخافة وردع كل من «يتوهّم» نهاية الحزب وتبخّر قوّته، في حالة استعراضٍ للقدرات التخويفية، فبالخوف يُحكم الناس، وبضياعه يأكلك الناس، تلك هي المعادلة الصِفرية لدى سيكولوجيا الحزب وقاعدة الحزب وبيئة الحزب.

نعم... بسلاح الخوف يدير الحزبُ أنصاره وقواعده وبيئته، فهو يخوّفهم من «الآخر» وفي الوقت ذاته يخوّف خصومه أو أي «آخر» بهم، من خلال قوله، تصريحاً أو تلميحاً: هؤلاء هم قومي وأتباعي، هائجون مائجون، ولا قِبل لكم بهم! لدينا مَثلٌ في الجزيرة العربية يقول: «من خاف... سَلِم». والمعنى واضح، وهو أن من احتمى بسلاح الخوف، أي الحذر الشديد، فهو أقرب للسلامة من الأخطار المحيطة، المرئية والمحجوبة، لكن سلاح الخوف هذا صار في ساحات الحروب اللانهائية في لبنان، وسوريا أيضاً، وسيلة لتأبيد السلطة وتخليد السطوة على الآخرين.

غير أن الخوف أحياناً يصبح موجوداً فقط في داخل الخائف، وليس في محيطه الخارجي، مجرّدُ وهمٍ تعاظمَ حتى أعاقَ الخائفَ عن الحركة وأعجَزهُ عن التفكير، يصبحُ خائفاً من «لا شيء» عملياً، وحاله تُمسي كحال الذي رسمته ريشةُ الشاعر المتنبّي بإبداع:

وضاقت الأرضُ حتّى كانَ هارِبُهُم

إِذا رأى غَيرَ شَيءٍ.. ظَنَّهُ رَجُلا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راغب علامة والخوف الاصطناعي راغب علامة والخوف الاصطناعي



GMT 15:22 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 15:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 15:17 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 15:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

GMT 15:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نُسخة مَزيدة ومُنَقّحة في دمشق

GMT 15:03 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الشهية الكولونيالية

GMT 15:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

البحث عن الهوية!

GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon