توقيت القاهرة المحلي 11:18:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين «والترز» و«تيت» سلّفني انتباهك قليلاً!

  مصر اليوم -

بين «والترز» و«تيت» سلّفني انتباهك قليلاً

بقلم - مشاري الذايدي

بالتوازي، ومع نهاية عام وبداية شقيقه، طالعتنا أخبار الدنيا بخبرين يحملان مفارقة كاشفة. شخصية إعلامية رصينة و«مؤسسة» على نار هادئة امتدت لـ5 عقود، هي الإعلامية الأميركية باربرا والترز غادرت دنيانا عن 93 عاماً، كما أعلن روبرت إيجر الرئيس التنفيذي لشركة والت ديزني، الشركة الأم لشركة «إيه.بي.سي».
قدمت باربرا «ذخيرة» غنية من المقابلات الثرية والبرامج الحوارية المرجعية، على مدى مسيرتها الإعلامية، قابلت صناع القرار والأفكار على مستوى العالم كله، بحيث صارت مقابلاتها هذه، جزءاً أصيلاً من التراث العلمي التاريخي والسياسي لا يمكن الاستغناء عنه.
صعدت السلم درجة درجة، منذ بدأت مشوارها في برنامج «ذا توداي شو» على شبكة «إن.بي.سي» في ستينات القرن الماضي بصفتها كاتبة ومنتجة.
كان مفهوماً بعد ذلك ومستحقاً في عصر الميديا الذهبي، أن تحصل والترز على 12 جائزة من جوائز إيمي، 11 منها أثناء وجودها في «إيه.بي.سي نيوز».
حسناً... تلك أمة قد خلت، وجيل قد درج، وصفحة قد طويت وزمن مضى وتولى، لاحظوا معي الخبر الثاني، في التوقيت نفسه تقريباً:
المحكمة في رومانيا توافق على طلب الشرطة إبقاء صانع المحتوى أندرو تيت وشقيقه تريستان رهن الاحتجاز لمدة 30 يوماً.
الشرطة الرومانية كانت قد قبضت على أندرو تيت وشقيقه، في بوخارست في إطار عملية تحقيق تتعلق بقضية اغتصاب واتجار بالبشر.
تيت هو شهير بريطاني، ولد بأميركا، على منصات السوشيال ميديا، بسبب مواقفه وتعليقاته الرافضة لأفكار وشعارات التيارات الليبرالية اليسارية الغربية، ودخل في سجالات «مضحكة» مع المراهقة السويدية غريتا تونبرغ قبل فترة يسيرة... حول قضايا المناخ والبيئة، وكلنا يعلم «ترميز» الميديا الغربية الليبرالية لأيقونية هذه الفتاة «جان دارك البيئة!».
الشاب البريطاني بطل في رياضة الكيك بوكنسينغ، ونجم تلفزيون الواقع عام 2016، ولكنَّه عرف بمواقف صاخبة ضد النسويات واليساريات، والبعض يتهمه بالعدوانية ضد المرأة... لذلك ألغيت حساباته بـ«تويتر» و«فيسبوك»...الخ... لكن ليس هذا موضوعنا، مدحه أو قدحه... الموضوع هو: من هو تيت هذا ومن هي غريتا!؟
في رأيي هما غرَّان لا يملكان الرصيد الكافي من العلم والإتقان لما تصدرا له، مع أو ضد البيئة، مع أو ضد النسوية، مع أو ضد المناخ وغير ذلك من العناوين الكبرى، لكنهما من يتصدر المشهد الإعلامي والجدل المثار.
هذه المعضلة ليست لدى الغرب فقط، تابع عندنا في العالم العربي، فيضان رهيب من الجهلة والمعاتيه والمهرجين، يتم تصديرهم على المشهد العام، وتتم الاستعانة بهم لترويج رسائل إعلامية أو منجزات ما لجهة ما، ومع الوقت يصبح هؤلاء المهرجون هم القدوات، و«الرول موديلز» للناس، وحجة من يغرف هذه المخلوقات من قِدر الفراغ، هو أنهم يملكون أرقاماً عالية من المتابعين، وهو - صاحب قرار اغترافهم - يريد الأمور «ع الجاهز» أو أنه ربما هو نفسه معجب بهم و«مستظرف» لهم!
لا نريد إعلاميين مثل الراحلة باربرا والترز، هذا محال اليوم، لكن أيضاً لا نريد تسييد التافهين على الناس... ثمة ربوة وسطية في المنتصف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين «والترز» و«تيت» سلّفني انتباهك قليلاً بين «والترز» و«تيت» سلّفني انتباهك قليلاً



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon