توقيت القاهرة المحلي 10:11:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فِخاخ «الإخوان»

  مصر اليوم -

فِخاخ «الإخوان»

بقلم - مشاري الذايدي

أُكمل لكم أيها الكرامُ الحديثَ عن ظاهرة الداعية الإخواني الكويتي طارق السويدان، الذي كان مثارَ الجدل قبل أيام بسبب كلامه الفجّ عن السعودية في حسابه بـ«تويتر» ومطالبته «بتحرير الحرم المكي»، كما زعم هذا الناشط الإخواني الذي ناهزَ السبعين من العمر اليوم.
طارق السويدان في الأساس مهندس بترول، دراساته الجامعية كلها في هذا المجال، وهذا طبعاً لا يمنع الشخص «الموهوب» والشغوف من المساهمة في مجال آخر غير مجال دراسته التعليمية، لا ريب ولا مراء في هذا الحق.
لكنَّها ملاحظة لافتة، إذ إنَّ جلَّ خطباء «الإخوان» ونشطائهم في العالم ليست لديهم المتانة العلمية الشرعية والمُكنة الفقهية والدُّربة الكافية في علوم التراث وتطويرات هذه العلوم إلى يومنا.
غالب نجوم «الإخوان» في السياسة والإعلام والحركة من خلفيات مثل الهندسة والطب والصيدلة، إلخ... وهذه معلومة بدهية لدى دارسي تاريخ جماعة الإخوان.
ما صنعه جيل طارق السويدان وعمرو خالد وجاراهم في ذلك سلمان العودة «برنامج (الحياة كلمة) مثلاً، أو (حجر الزاوية)»، هو تجريب تقنيات جديدة في الخطاب الجماهيري الحديث، ومحاولة التلبس برداء الحداثة والعصرية والتسامح، من دون مساس بجوهر الفكر الإخواني الصلب.
أعجبني تعليق للكاتب والباحث السعودي يوسف الديني في هذه الصحيفة بيَّن فيه خدعة تسامح الدعاة الجدد هذه، فقال مطالباً بالنظر إلى «طبيعة الشخصية الأصولية من زاوية سياسية، وأنها غير مرتبطة بدين أو حالة تدين، بل تستخدم الشعارات الدينية كقناع مفاهيمي لتمرير آيديولوجيتها نحو السلطة».
لافتاً الانتباه إلى دراسة الباحثة كارين آرمسترونغ عن الأصولية في الأديان التوحيدية، أحد أهم المؤلفات في تلمُّس جذور الأصولية في الخطابات المتطرفة، التي تتكئ على رافعة الشعارات الدينية، وهو أمر ليس مقتصراً على أصوليات الأديان بل يتخطاها إلى أصوليات وضعية، ربما كان من أشهرها نظرية العنف الثوري التي عرفتها الشيوعية.
المراد قوله، وهنا أتذكر بعض الصحافيين السعوديين وغيرهم، هو إنَّ الخلاف الحقيقي مع خطاب «الإخوان» ومَن شرب من فكرهم، هو على المستقبل السياسي والنظرة اللامنطقية واللاعملية واللاعلمية للتاريخ والحاضر والمستقبل، وليس أن يُفتي القرضاوي بجواز سماع الغناء، أو سلمان العودة بجواز احتفال الشخص بعيد ميلاده.
القصة أكبر من ذلك بكثير... وما زالت!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فِخاخ «الإخوان» فِخاخ «الإخوان»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon