توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسم منع الدراما

  مصر اليوم -

موسم منع الدراما

بقلم - مشاري الذايدي

من العراق إلى سوريا إلى مصر فالسودان وليبيا، ثم الكويت والسعودية، يحتدم الجدل حول عروض الدراما الرمضانية، بين شدّ وجذب، ودعم ومنع، وأنصار وخصوم.
أذكر لكم جملة سريعة من الأمثلة، قبيل رمضان أوقف مسلسل «الجابرية» على منصات «إم بي سي» بسبب اعتراضات كويتية، والعمل يتحدث عن قصة اختطاف طائرة الجابرية على يد عصابة تابعة لحزب الله والحرس الثوري عام 1988.
ثم ثار جدل التبس بالطائفية والقومية حول مسلسل عن مؤسس الدولة الأموية معاوية، ولم يعرض المسلسل حتى تاريخه، ربما يكون ذلك لأسباب فنّية إنتاجية مؤقتة، وليس لأسباب سياسية.
في العراق ثار حنق بعضهم على مسلسل «دفعة لندن» بحجة أنه يحمل إساءة للعراقيين من طرف الكويتيين، وفي العراق أيضاً غضب بعض من قالوا إنهم يمثلون العشائر العراقية الجنوبية من مسلسل «الكاسر» لأنه كما قالوا ينتقص من ثقافة العشائر الجنوبية ومجتمع الجنوب.
على ذكر العشائر والقبائل، فقد احتج أعيان من قبيلة «ورشفانة» الليبية، على مسلسل «السرايا» لأنه شوّه سمعة القبيلة، ما حمل قناة «سلام» الفضائية التي تعرض المسلسل أن تقدّم اعتذارها عن المشهد، بعد أن أصدر أعيان القبيلة بياناً غاضباً وحادّاً.
أما في السودان فإن مسلسل «ود المك» الذي تناول شخصية رجل الدين الفاسد، كان تحت مرمى نيران خطباء الجوامع، ما حمل أرباب المسلسل على الاعتذار عن بثّ الحلقة التاسعة.
في سوريا ثمّة جدل ساخن حول مسلسل بعنوان «ابتسم أيها الجنرال» يقول فريق إنه من صنع أعداء النظام السوري بغرض التشويه، ويقول فريق آخر بل إنه مسلسل شجاع وجديد.
هذه أمثلة عابرة، من المؤكد أنه توجد عشرات الأمثلة غيرها عبر السنوات الأخيرة، خصوصاً في موسم رمضان الحافل بعروض الدراما.
هل يجوز الخضوع لكل غاضب ومحتج، وإعدام العمل من أساسه؟ في هذه الحالة كيف يمكن بناء صناعة درامية حقيقية؟ بل كيف يتسنّى إيجاد فنّ وفنون من أصله، إذا كانت كل هبّة حانقة من طائفة أو عائلة أو حزب أو قبيلة أو حتى شركة تجارية، كفيلة بقتل مسلسل أو فيلم أو مسرحية أو أغنية أو قصيدة أو لوحة؟
هذه أسئلة محقّة ومشروعة وأخلاقية أيضاً، غير أنها لا تلغي القول إنه من الواجب إشهار المعايير الناظمة لهذه الصناعة، حتى يعرف المنتجون والعاملون بهذه الصناعة مواضع أقدامهم قبل أن تزلّ بهم القدم في وحول الممنوع والمحجوب سياسياً واجتماعياً، قبل صرف قرش واحد، يذهب، مع ملايين الدولارات، في مهبّ الرياح لاحقاً.
الغريب أنه من انفجار منصات الفرجة حسب الطلب، نتفليكس مثالاً، نشهد مثل هذه التراجعات والانحسارات، في ظنّي إن الأصل هو الإباحة والسماح، ومن لديه منتج أفضل أو أدق أو أجمل، فليقدم ما لديه، والحكم في النهاية للمستهلك، قارع المسلسل والفيلم، بمثله أو أحسن منه، ذاك هو الردّ الأبقى والأنجع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم منع الدراما موسم منع الدراما



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon