توقيت القاهرة المحلي 09:29:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشيع أذربيجان وتشيع إيران

  مصر اليوم -

تشيع أذربيجان وتشيع إيران

بقلم - مشاري الذايدي

أعلنت السلطاتُ في جمهورية أذربيجان مؤخراً اعتقال 6 أشخاصٍ تابعين لإيران بتهمة «الارتباط بالمخابرات الإيرانية»، ومنحت 4 دبلوماسيين إيرانيين مهلة 48 ساعة لمغادرة أراضيها. بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).
كما اتَّهمت باكو في وقتٍ سابق طهران بتدبير محاولة انقلابية في الجهورية ذاتِ الأصول التركية «أذرية»، وتدبير محاولة اغتيال نائب في البرلمان الأذربيجاني… ناهيك عن اتهامِ باكو لطهران بتدريب ميليشيات إرهابية أذرية باسم «حسنيون» في مدينة قم.
أيضاً لا يخفى، حسب مطالعة غنية للصحافي المختص في شبكة العربية مسعود زاهد، أنَّ أسباب التوتر المستمر بين إيران وجارتها الشمالية الغربية أذربيجان كثيرة، منها علاقة باكو المميزة بإسرائيل، وقدرة أذربيجان على الفوز في حربها مع جارتها أرمينيا، واستعادة باكو جانباً من أرضها في حرب ناغورنو كاراباخ... حيث ويا للمفارقة، تتحالف إيران الشيعية الخمينية مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية!
يتعلَّق الأمر كما يلاحظ زاهد بمحاولة جمهورية أذربيجان «السيطرة على الشريط الحدودي بين إيران وأرمينيا»، بحسب طهران، لأنَّ ذلك قد يحرم إيران من التواصل البري بأوروبا عبر أرمينيا وروسيا من جهة، ويقطع الاتصال بين إيران وحليفتها في القوقاز، أرمينيا.
لكن ما يلفت النظر هنا وبعيداً عن التراشق السياسي الإعلامي اليومي، هو مغزى العداء ودلالاته بين الدولتين الوحيدتين في العالم ذات الأغلبية الشيعية، وتحكم من طرف هذه الأغلبية.
أليس المفترض أن تكونا على وفاق واتساق بسبب الرابط الطائفي في «أوقيانوس» من السنة، عرباً وغير عرب!؟
الواقع أنه منذ استقلال جهورية أذربيجان 1991 بعيد سقوط الغول السوفياتي، بدأ الشقاق بين البلدين الجارين.
منذ صيف عام 1992. عندما فاز أبو الفضل إيلجي بيك في الانتخابات الرئاسية لأذربيجان، تدهورت العلاقات بين طهران وباكو بسرعة، كان إيلجي بيك، كأول رئيس غير شيوعي لأذربيجان، حسب تقرير زاهد، شخصية ذات نزعة قومية علمانية تركية، كما كان قريباً من أنقرة.
إذن هنا غلب الجاذب القومي على الجاذب المذهبي الطائفي، ولاحظ الأذريون أنهم ترك قبل أن يلاحظوا أنهم شيعة، وهذا سبب تحالفهم العميق مع الجار التركي قبل وصول إردوغان حتى للسلطة.
يتعلَّق الأمر كما نقل مسعود زاهد عن الكاتب الإيراني مصطفى خلجي، بكون تعدد المواجهات والمنافسات، وحتى العداوات داخل البيت الشيعي ظاهرة جديدة في العلاقات الدولية تعود في الأساس إلى انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وتشكيل دولة مستقلة باسم «جمهورية أذربيجان».
نحن أمام مشهد مثير غني الدلالات، وهو أنه ليس صحيحاً أن التحفيز الطائفي، في حالتنا هنا الشيعي، كافٍ لخلق أواصر سياسية متينة، وحلف عقائدي صلب، وهذا عكس الدعاية الطائفية، أو محور الحسين ضد محور يزيد، كما خطب ذات يوم عبقري العراق نوري المالكي.
لو كان الأمر كذلك لتنازل إخوة الطائفة في طهران عن المطالب الدنيوية لإخوتهم من أتباع آل البيت وحزب آل محمد، في سبيل نصرة الآل الأطهار... روحي الفداء لهم.
بيد أن حال العراك وشبه القتال الدائم بين الجارين يخبرنا عكس ذلك، البعض يصف الأمر حسب تقرير العربية السابق، بأنه يكشف عن تيارين كبيرين في التشيع اليوم، تشيع قومي تركي غير تبشيري علماني تمثله أذربيجان، وتشيع لا يؤمن بالوطنيات ينتهج الطريق التبشيري التصديري العام.
هل ينتهج شيعة العراق ولبنان واليمن الطريق الأذري الوطني المستقل، أم يبقون تحت الخيمة الخمينية!؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشيع أذربيجان وتشيع إيران تشيع أذربيجان وتشيع إيران



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon