توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فيصل» الكلام عن مصر

  مصر اليوم -

«فيصل» الكلام عن مصر

بقلم - مشاري الذايدي

جاء في لسان العرب لابن منظور حول كلمة فيصل وفصل: «والفَصْل: القضاء بين الحق والباطل، واسم ذلك القضاء الذي يَفْصِل بينهما: فَيْصَل، وهو: قضاء فَيْصَل وفاصِل. وحكم فاصِل وفَيْصَل: ماض، وحكومة فَيْصَل كذلك».
حضرت الاثنين الماضي، كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في جلسته الحوارية، ضمن القمّة العالمية للحكومات في دبي.
أدار الحوار الإعلامي المشرق فيصل بن حزير وسأل أغلب الأسئلة المنتظرة، رغم تدفق الرئيس السيسي ومداعبته أحياناً للمذيع فيصل، طالباً منه تركه يكمل كلامه، قائلاً بالمصرية اللطيفة: «سيبني يا فيصل... أنا ما سدأت يا فيصل»، وسط ابتسامات الحضور.
شرع الرئيس المصري في حديث امتدَّ أكثر من ساعة في تبيان الوضع في مصر في أثناء عام 2011 – وهو ما يصفه البعض بالثورة - لقد كانت الدولة المصرية على شفير الهاوية، ويخبرنا السيسي أنَّ ما حدث فقط في تلك الحقبة كلَّف مصر 450 مليار دولار.
أما التحدّي الأكبر فلم يكن الاقتصاد ومالية الدولة، بل النسيج المصري الذي كاد أن يتمزَّق، مع فقدان الأمل وسيطرة القنوط، وانسداد الأفق، بعد مَقاتل ومهازل العمل السياسي بُعيد 2011.
وتابع الرئيس السيسي: «الجهاز الإداري في الدولة كان يعاني من الترّهل والتراجع، تمّ توظيف ما يقرب من مليون ونصف مليون شخص به، فيما لا تحتاج الدولة وسكّانها إلى أكثر من ثلثهم».
الأمن كان مفقوداً، والإرهاب كان مستفحلاً، وتوالت تفجير مديريات الشرطة، والمساجد والكنائس وحواجز الجيش، كلنا يذكر ذلك، والعهد ليس بعيداً، لكن الناس حين تتوفر النعمة ينسون لحظات فقدانها... وهذا طبع مترسخ في بني الإنسان. ولعلَّه يكون أحياناً ما يوصف بنعمة النسيان... غير أنَّ النسيان ليس نعمة في «كل» الأحوال.
أظنُّ أنَّ المراد من كلام السيسي هو وضع «سياق» متصل لطبيعة التحديات التي مرّت بها مصر وما زالت، وهي تحديات أمنية اقتصادية تنموية سياسية، في وقت واحد... والرجل حاول أن يشرح كيف تعامل مع «كرة النار» هذه.
مثلا حول المشاريع الإسكانية والعمرانية الكبرى، مثل العاصمة الإدارية، التي يتَّهم خصوم الرجل إدارته بأنها تعبث وتستعرض في مشاريع ترف ولا تشعر بمعاناة المصري المتعب حول «رغيف الخبز».
هنا وضع السيسي «سياقا» للمشاريع العمرانية، وأنها ضرورة وليست ترفا: المصريون يعيشون على 5 في المائة من مساحة مصر، الدولة تستهدف الوصول إلى 12 في المائة من إجمالي مساحتها من خلال بناء 24 مدينة ذكية، وليس فقط العاصمة الإدارية.
بقي سؤال مهم، كنت أتمنى لو أنَّ المذيع المتألق فيصل بن حريز سأله للرئيس السيسي بصيغة صريحة:
هل يتدخَّل الجيش والقوات المسلحة في مشاريع القطاع الخاص، ويضعون شروطاً عليها؟
هذا هو الاتهام الذي يشاع لدى المنابر التي تهاجم السياسة المصرية الحالية، وتلقي على أكتافها وِزر المصاعب.
نعم، تحدَّث السيسي عن تشجيع القطاع الخاص وما فعلته الحكومة المصرية بصدد ذلك، لكن في مثل فرص الحديث هذه، تحتاج إلى أكبر ما يمكن من المباشرة، حتى لا تترك مساحة للتخمين.
وبعد، فمن المؤكد أنَّه ثمة أخطاء في هذه السنوات بمصر، ولا بدّ من تصحيحها، لكن التصحيح وطلبه، شيء... والتحريض والشيطنة ضد الدولة المصرية شيء آخر تماماً. تلك هي الكلمة «الفيصل».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فيصل» الكلام عن مصر «فيصل» الكلام عن مصر



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon