توقيت القاهرة المحلي 16:06:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القرضاوي وسيد سابق وصناعة الفقيه الإخواني

  مصر اليوم -

القرضاوي وسيد سابق وصناعة الفقيه الإخواني

بقلم - مشاري الذايدي

في 27 فبراير (شباط) 2000 كتب الشيخ د. يوسف القرضاوي مقالة يرثي بها «الأخ» صديقه وشبيهه، الشيخ د. سيد سابق.
سيد سابق كان هو النسخة السابقة للقرضاوي في صناعة «الشيخ الفقيه» بمصانع جماعة الإخوان، فالقرضاوي وسابق من علماء الأزهر، الذين انتموا للجماعة بإخلاص وحماس، بصفتهم من الرعيل الأول للجماعة، فمما يمدحون به الشيخ سابق أنه بايع «الإمام الشهيد» حسن البنا، كما درج القاموس الإخواني على نعته.
وهو، أي الشيخ سابق، من طبقة «المشايخ الأزهريين» في الجماعة، ويذكر القرضاوي منهم: محمد الغزالي، عبد المعز عبد الستار، وزكريا الزمركة... وغيرهم، ثم يستدرك: «وإن كانوا هم في (كلية أصول الدين)، وهو في (كلية الشريعة).
يقول القرضاوي عن شبيهه: «اشتغل الشيخ سيد سابق بالفقه، أكثر مما اشتغل إخوانه من الدعاة الأزهريين؛ لأنه الأليق بتخصصه في كلية الشريعة».
أصدر الشيخ سيد الجزء الأول من كتابه الذي سماه «فقه السنة»، في أواسط الأربعينات من القرن الماضي، وقد صدره، كما يغتبط القرضاوي، بمقدمة من المرشد العام للإخوان المسلمين «الشيخ الإمام» حسن البنا، تنوه بمنهج الشيخ في الكتابة.
قُدِّم سيد سابق للمحاكمة في قضية مقتل النقراشي باشا، بالعهد الملكي، وطبعاً ينفي القرضاوي صحة التهمة ويقول: «زعموا في ذلك الوقت أنه هو الذي أفتى الشاب القاتل عبد المجيد حسن، بجواز قتله، عقوبة على حلِ الإخوان، وكانت الصحف تلقب الشيخ في ذلك الوقت بـ«مفتي الدماء!». ويذكر القرضاوي أن الشيخ محمد الغزالي وهما في المعتقل، إذا سئل عن مسألة فقهية يحيلها إلى الشيخ سيد سابق «فقد كان هو المعتمد لدى الإخوان في الفقه». إذن كانت صناعة الشيخ سيد سابق بوصفه فقيهاً أزهرياً إخوانياً، يعتمد التيسير والتسهيل والتوضيح، في الفتاوى الفقهية، نهجاً إخوانياً مدروساً، سار عليه القرضاوي لاحقاً.
من يطالع كتب القرضاوي ومقالاته ومقابلاته وفتاواه، وهو الذي عاش عمراً مديداً (96 عاماً) يدرك أن هذه التيسيرات الفقهية (الموقف من الموسيقى والفنون مثلاً) ليست إلا قناعاً حاجباً للوجه الإخواني «السياسي» المتزمت، والحدي القطعي الدموي حتى، كما كان يلقب زميله وربما شيخه من قبل، سيد سابق، بمفتي الدماء في العهد الملكي!
تعاني جماعة الإخوان من هزالها الفقهي، وغلبة الكلام السياسي الوعظي على المتانة الفقهية، القرضاوي نفسه ذكر نقد الفقهاء، لبساطة سيد سابق وعدم تمكنه الفقهي المقارن، وإن كان قد دافع عن ذلك بأنه يكتب للعامة، وهنا مربط الفرس كما يقال.
الإنسان المسلم «العادي» يحتاج للفتوى في حياته اليومية، وهذه الحاجة يسدها الفقيه اللامسيس عادة، ومن هنا انتبه الإخوان مبكراً لهذه «الغنيمة» الجماهيرية، فحاولوا، عن وعي، مزاحمة الفقهاء العاديين، بسحب سلاح الفتوى للعوام منهم، وصناعة الشيخ الفقيه، ولعل إيغال القرضاوي في هذا الدرب، وأبرز ذلك تشكيل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسته 2004 الذي تركه ليخلفه عليه «الشيخ» المغربي الإخواني أحمد الريسوني لبعض الوقت، يكشف عن المنهج الكامن وراء صناعة صورة الفقيه. ويأتي في هذا السياق أيضاً صناعة صورة «الشيخ» الموريتاني الإخواني محمد الحسن ولد الددو.
تذكرت رثاء القرضاوي في صديقه سيد سابق، في لحظة رحيل الشيخ القرضاوي عن عالمنا الفاني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرضاوي وسيد سابق وصناعة الفقيه الإخواني القرضاوي وسيد سابق وصناعة الفقيه الإخواني



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 12:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
  مصر اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات

GMT 06:31 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الثلاثاء 13 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:06 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكور هادفة إلى تنسيق حدائق منزلية

GMT 08:41 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وصلة رقص لـ ساويرس على أنغام رايحين نسهر لـ محمد رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon