توقيت القاهرة المحلي 21:23:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من فلويد إلى نائل!

  مصر اليوم -

من فلويد إلى نائل

بقلم - مشاري الذايدي

في ذروة أحداث التخريب والعنف، التي لفّت مدناً كثيرة في الولايات المتحدة الأميركية بداية من نهاية مايو (أيار) عام 2020 ثار الجدل حول حقيقة دور منصات «السوشيال ميديا» في تحريك وتوجيه الرأي العام، بل وفي احتضان المظاهرات والحثّ عليها ومحاربة من يقف ضدّها.

حينها كان «تويتر» تحت إدارة الرئيس السالف (جاك دورسي)، الذي كان «ناشطاً» سياسياً ينتمي للتيار الأوبامي اليساري الليبرالي.

وقتها أيضاً كان دونالد ترمب هو سيد البيت الأبيض، وصلت حدّة الاحتراب بين «تويتر» وترمب، إلى درجة وضع إدارة «تويتر» علامة سلبية على تغريدة لترمب طالب فيها سلطات الأمن بالعمل في المدن التي عمّتها الفوضى وحوادث التخريب بدعوى الثأر لمقتل المواطن الأمريكي الأسود (جورج فلويد) على يد عنصر شرطي في مدينة مينابوليس بولاية مينيسوتا.

كتب الرئيس ترمب على صفحته بـ«تويتر» التي يتبعها أكثر من 80 مليون متابع وقتها عن أحداث العنف والتخريب والسرقة والاعتداء بدعوى الانتصار للقتيل فلويد: «هؤلاء المخرّبون يُلحقون العار بذكرى جورج فلويد، ولن أدعهم يفعلون ذلك. تحدثت إلى الحاكم (في ولاية مينيسوتا) تيم والتز للتو وقلت له إن الجيش يقف إلى جانبه بالكامل».

إدارة «تويتر» اعتبرت هذا الكلام من الرئيس المسؤول عن حماية الأمن في البلاد «تمجيداً للعنف»! ولم تحفل بملايين المنشورات الحاثّة على تدمير مراكز البوليس وقتل الشرطة!

وصل الأمر بإدارة «تويتر» وقتها إلى تغيير لون شعارها من «العصفور الأزرق» إلى الأسود، في خضمّ حملة «حياة السود مهمّة».

اليوم ومع أحداث العنف والتخريب والفوضى بدعوى الانتصار للفتى نائل، الفرنسي المراهق من أصل جزائري، تعلن مواقع التواصل الاجتماعي تجاوبها مع طلب الرئيس ماكرون والسلطات الفرنسية بحظر الموادّ التي تشجع على المظاهرات الساخنة والفوضى!

بل شاعت وثيقة عن منع السلطات الفرنسية خدمة الإنترنت عن بعض المواقع في فرنسا، وهو خبر سارعت الداخلية الفرنسية إلى نفيه تماماً.

السؤال هو، لماذا يصبح اليوم طلب ماكرون والحكومة الفرنسية إلى منصات التفاعل الاجتماعي في فضاء الإنترنت بالتعاون مع الحكومة في خفض التحريض وإحباط المظاهرات، شرعياً وعادياً، ويصبح طلب ترمب وقتها نفس الطلب، تحريضاً وتمجيداً للعنف؟

منصة «تويتر» في أحداث التخريب، التي أعقبت مقتل جورج فلويد في أميركا، تحوَّلت إلى حفنة من «الهتّيفة» والمحرضين، وكما قال وقتها بيان للبيت الأبيض: «مدققو المعلومات في (تويتر) و(رئيسه) جاك دورسي يعملون بانحياز ونيّة سيئة، كشفوا بوضوح أن (تويتر) محرّر وليس منصة». أي أن «تويتر» ليس مجرد ساحة محايدة صمّاء، بل ذات لون سياسي عقائدي ما.

المفارقة أنه في اللحظة التي حظر «تويتر» حساب ترمب وقتها، كان يسمح للمرشد الإيراني بالتغريد على حسابه في منصّتها كما لاحظ باندهاش السناتور الجمهوري تيد كروز.

قارن فقط بين لحظة «نائل» ولحظة «فلويد» وتتضح الحكاية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من فلويد إلى نائل من فلويد إلى نائل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon