توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زلازل المغرب... وزلازل العقول

  مصر اليوم -

زلازل المغرب وزلازل العقول

بقلم - مشاري الذايدي

كلُّ الدعاءِ لضحايا الزلزال الرهيبِ الذي ضربَ المغرب، وراح ضحيتَه حتى الآن أكثرُ من ألفي قتيل وعشرين ألف جريح، ومئات الآلاف غيرهم من المتضرّرين وأصحاب البيوت المتصدّعة، ناهيك عمَّن ينتظر مصيره الحرج تحت الأنقاض.

مناظر تعيد للذاكرة القريبة الصورة المخيفة لضحايا الزلزال السوري والتركي قبل أن تجفّ الذاكرة من ألوان تلك المأساة.

من المعلوم أنَّه سبق أن ضربت زلازل عنيفة المغرب، وأشهرها زلزال أغادير عام 1960 الذي راح ضحيتَه أكثرُ من 15 ألف قتيل و12 ألف جريح، في مأساة دولية صادمة في ذلك الوقت.

لا حلّ مع هذه الظواهر العنيفة إلا بترتيبات وشروط بناء معيّنة تراعي مناطق النشاط الزلزالي، وتجهيز هيئات متخصصة وقوى بشرية مدرّبة للتعامل السريع مع هذه الكوارث، ناهيك عن عمليات التثقيف المستمر للأهالي، كما يجري في اليابان وأمثالها من دول النشاط الزلزالي المعروف، حتى وإن كانت درجة النشاط في المغرب أقلّ بكثير من دولة كاليابان.

رحم الله الضحايا وأغاثَ العالقين وساعدَ المتضررين، لكن أريد التوقفَ هنا عند بعض الخرافات التي تنشط مع نشاط الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات وأمثالها.

من يقول هذه بسبب التغيّر المناخي، وينسى أن الزلازلَ ظاهرةٌ قديمة قِدم الأرض نفسها، وهناك من يقول إنَّها بسبب تجاربَ عسكريةٍ سرّية دولية عظمى، تحت المحيطات، وهذه كتلك في تهافتها العلمي والتاريخي، وهناك من يتحدَّث عن غزاة فضائيين غامضين، مستشهداً بظاهرة الضوء الأزرق التي تحدّثوا عنها، وحاصلها أنَّ لقطات مسجّلة أظهرت ومضات غامضة من الضوء الأزرق ظهرت في الأفق، قبيل وقوع زلزال أغادير، ثم زلزال مراكش.

وفقاً لبحث، بعد تحليل مفصّل لنمط 65 ضوءاً زلزالياً أجراه فريدمان فرويند، عالم الفيزياء الفلكية المرتبط بمركز أبحاث «أميس» التابع لـ«ناسا» - كما نشر تقرير لـ«العربية نت» - فإنَّ هذه الأضواء تتشكّل عندما يتم تنشيط الشحنات الكهربائية في أنواع معيّنة من الصخور (مثل البازلت والجابرو) الموجودة تحتها. يؤدي التوتر المحيط إلى تفكك ملايين ذرات الأكسجين سالبة الشحنة، ما يؤدي إلى خروجها، ويعطيها شكل مجموعات ويحولها إلى غاز مشحون ينبعث منه الضوء.

لكن أشنع ما يقال للمساكين من القرويين المغاربة، الضحايا في مثل هذه الأحوال، هو الوعظ على هؤلاء السكّان المسلمين المرتبطين بدينهم، وإن ما جرى هو بسب الإمعان في اللهو والمعاصي والفسوق!

أو من يقول إنَّ هذه الكوارث دليل على قرب يوم القيامة!

ماذا عن الذين قضوا نحبهم في هذا الزلزال، وهم ركّع سجود في بيوتهم أو في بيوت الله، المساجد؟!

ماذا عن الأطفال تحت سنّ التكليف، ومن في حكمهم من ذوي الاحتياجات العقلية الخاصّة؟!

الزلازل والكوارث الطبيعية، ظاهرة عمياء لا تضرب الناس على أساس لونهم أو دينهم أو سلوكهم الدنيوي... جزء خشن من حقيقة الوجود وطبيعة الأرض.. وكفى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلازل المغرب وزلازل العقول زلازل المغرب وزلازل العقول



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon