توقيت القاهرة المحلي 04:35:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فاشينستا داعشية!

  مصر اليوم -

فاشينستا داعشية

بقلم - مشاري الذايدي

تارين شاكيل فتاة بريطانية، كانت أول بريطانية تنضم إلى «داعش» في سوريا... رجعت لبلادها وحكم عليها بالسجن 6 سنوات قضت نصفها ثم خرجت، وهي هذه الأيام «صانعة» محتوى على منصة «إنستغرام» وغيرها، احترفت الحديث عن الموضة والزينة، أي «فاشينستا» كما يُقال بلغة اليوم الرقمية.


تارين كانت في العشرينات من عمرها عندما تركت عائلتها في بريطانيا، عام 2014، قائلة إنَّها ذاهبة في رحلة إلى تركيا، إلا أنَّها اصطحبت طفلها الصغير إلى سوريا للالتحاق بـ«داعش»، بعد أن جنّدها الدواعش عبر الإنترنت وأغروها بـ«دولة الخلافة».

هذه الصبية الصغيرة ظهرت حينها حاملة سلاحاً، كما نشرت صورة لطفلها إلى جانب سلاح رشّاش.

بعدما خرجت تارين من السجن، صارت إنسانة جديدة، على مواقع التواصل الاجتماعي، وقدّمت نفسها بحُلّة عصرية، تستعرض جمالها، وتؤكد أنَّها «قادرة على تحقيق كل ما تريد»، بحسب ما كتبت قبل أيام في أحد البوستات على «تيك توك».

جاء في الأثر النبوي الذي رواه أحمد والطبراني: «إنَّ اللهَ لَيَعجب مِنَ الشابِّ ليست له صَبْوة».

وشرح الشُرّاحُ الصبوة هنا بالانحراف عن العقل والصواب والخير، وعليه فإنَّ الشاب والشابّة مفطور، إلا الخامل منهم، على البحث عن الذات وتجريب المغامرات وتصديق ما لا يُصدّق، منهم من ينجو ومنهم من يجرفه التيار، واجب المجتمع هو الرفق بهؤلاء واستيعابهم، ولكن بحذر ورقابة يقظة... وهذا ليس من التراخي في شيء، بل من العقل الممزوج بالرحمة.

هذا لا يسري بطبيعة الحال على «محترفي» هذا الفكر، أو من «يناور» بادّعاء التغيّر، وهو إنما يمارس «التقيّة» والباطنية السياسية، وهذا الصنف كثير ونعرفهم في لحن القول، وبرودة الكلام، وجمجمته، كما فعل أحدهم مؤخراً من مشاهير السوشيال ميديا، بادعاء أنَّه لم يكن يعرف «يقيناً» جماعتي الإخوان والسرورية، وبراءة الأطفال في عينيه!

البحث عن تحقيق الذات أو تصدير المشكلات الداخلية للمراهق للخارج على شكل انتماء لـ«داعش» أو «القاعدة» أو «حزب الله» أو الحوثي، شبيه بما كان يفعله مراهقو الغرب قديماً في الستينات والخمسينات والسبعينات من الانخراط في الجماعات الشيوعية الثورية أو البوهيمية العبثية، ومن يطالع وثائقي جميل على منصة «نتفليكس» عن قادة الطوائف في الغرب، من 6 حلقات سيعرف خطورة التوهان العاطفي السياسي الاجتماعي للشريحة المراهقة، وإلى أين يمكن أن يُفضي بالإنسان الغضّ.

توفير بدائل عاطفية ومشاريع فكرية يُعبّأ لها عموم الناس، خاصة الشباب والشابات، أمرٌ حيوي، وضرورة ماسّة، لمنازلة ومزاحمة التعبئة الصحوية التي لم - ولن - تقف يوماً ما، ونحن نرى الانبعاث الجديد لهم على منصات السوشيال ميديا الجديدة وارتداء ملابس عصرية جديدة، ولكن على قلب وجسد صحوي مقيم.

اصنع بديلك، واستوعب شبابَك، بالفكر أولاً، وبقية الأشياء... ثانياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاشينستا داعشية فاشينستا داعشية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon