توقيت القاهرة المحلي 18:39:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فاشينستا داعشية!

  مصر اليوم -

فاشينستا داعشية

بقلم - مشاري الذايدي

تارين شاكيل فتاة بريطانية، كانت أول بريطانية تنضم إلى «داعش» في سوريا... رجعت لبلادها وحكم عليها بالسجن 6 سنوات قضت نصفها ثم خرجت، وهي هذه الأيام «صانعة» محتوى على منصة «إنستغرام» وغيرها، احترفت الحديث عن الموضة والزينة، أي «فاشينستا» كما يُقال بلغة اليوم الرقمية.


تارين كانت في العشرينات من عمرها عندما تركت عائلتها في بريطانيا، عام 2014، قائلة إنَّها ذاهبة في رحلة إلى تركيا، إلا أنَّها اصطحبت طفلها الصغير إلى سوريا للالتحاق بـ«داعش»، بعد أن جنّدها الدواعش عبر الإنترنت وأغروها بـ«دولة الخلافة».

هذه الصبية الصغيرة ظهرت حينها حاملة سلاحاً، كما نشرت صورة لطفلها إلى جانب سلاح رشّاش.

بعدما خرجت تارين من السجن، صارت إنسانة جديدة، على مواقع التواصل الاجتماعي، وقدّمت نفسها بحُلّة عصرية، تستعرض جمالها، وتؤكد أنَّها «قادرة على تحقيق كل ما تريد»، بحسب ما كتبت قبل أيام في أحد البوستات على «تيك توك».

جاء في الأثر النبوي الذي رواه أحمد والطبراني: «إنَّ اللهَ لَيَعجب مِنَ الشابِّ ليست له صَبْوة».

وشرح الشُرّاحُ الصبوة هنا بالانحراف عن العقل والصواب والخير، وعليه فإنَّ الشاب والشابّة مفطور، إلا الخامل منهم، على البحث عن الذات وتجريب المغامرات وتصديق ما لا يُصدّق، منهم من ينجو ومنهم من يجرفه التيار، واجب المجتمع هو الرفق بهؤلاء واستيعابهم، ولكن بحذر ورقابة يقظة... وهذا ليس من التراخي في شيء، بل من العقل الممزوج بالرحمة.

هذا لا يسري بطبيعة الحال على «محترفي» هذا الفكر، أو من «يناور» بادّعاء التغيّر، وهو إنما يمارس «التقيّة» والباطنية السياسية، وهذا الصنف كثير ونعرفهم في لحن القول، وبرودة الكلام، وجمجمته، كما فعل أحدهم مؤخراً من مشاهير السوشيال ميديا، بادعاء أنَّه لم يكن يعرف «يقيناً» جماعتي الإخوان والسرورية، وبراءة الأطفال في عينيه!

البحث عن تحقيق الذات أو تصدير المشكلات الداخلية للمراهق للخارج على شكل انتماء لـ«داعش» أو «القاعدة» أو «حزب الله» أو الحوثي، شبيه بما كان يفعله مراهقو الغرب قديماً في الستينات والخمسينات والسبعينات من الانخراط في الجماعات الشيوعية الثورية أو البوهيمية العبثية، ومن يطالع وثائقي جميل على منصة «نتفليكس» عن قادة الطوائف في الغرب، من 6 حلقات سيعرف خطورة التوهان العاطفي السياسي الاجتماعي للشريحة المراهقة، وإلى أين يمكن أن يُفضي بالإنسان الغضّ.

توفير بدائل عاطفية ومشاريع فكرية يُعبّأ لها عموم الناس، خاصة الشباب والشابات، أمرٌ حيوي، وضرورة ماسّة، لمنازلة ومزاحمة التعبئة الصحوية التي لم - ولن - تقف يوماً ما، ونحن نرى الانبعاث الجديد لهم على منصات السوشيال ميديا الجديدة وارتداء ملابس عصرية جديدة، ولكن على قلب وجسد صحوي مقيم.

اصنع بديلك، واستوعب شبابَك، بالفكر أولاً، وبقية الأشياء... ثانياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاشينستا داعشية فاشينستا داعشية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon