توقيت القاهرة المحلي 09:03:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب العقلاء بين معسكرين

  مصر اليوم -

العرب العقلاء بين معسكرين

بقلم - مشاري الذايدي

مع مضيّ الأيامِ وتواترِ القتل والقصفِ والدمار، تتَّضحُ صورةُ الكارثةِ أكثرَ وأكبرَ على أهالي غزة في القطاع المنكوب، منذ بداية عملياتِ «حماس» المتهورة خارجَ قطاع غزة، ثم الرد الإسرائيلي المتطرف وسياسة «العقاب الجماعي» التي كانَت متوقعة بعد تدشين ما وصفته «حماس» بـ«طوفان الأقصى».


أكثر من مليون نازح داخل القطاع ونحو 2300 قتيل منذ بداية حرب إسرائيل العمياء على «كل» الغزاويين.

الخطير في الأمر هو الهمهمات التي بدأت تخرج للعلن عن تغيير خريطة الشرق الأوسط... والسؤال: لصالح من؟! كما نقل تلفزيون «آي 24 نيوز» الإسرائيلي عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله من عند حدود قطاع غزة، إن الحرب «ستغير الوضع إلى الأبد».

تصريحات وهمهمات عن تهجير أهل غزة إلى مصر، أو بلغة ألطف توفير ملاذات آمنة لهم... مؤقتة كما يقول الغربيون، لكن لا شيء مؤقت في هذه القضية، كما علمتنا الأيام.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أخبر في اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، رفض المملكة استهداف المدنيين بأي شكل، أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية.

وفي اجتماع مماثل قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للوزير بلينكن، إن رد الفعل الإسرائيلي تجاوز مبدأ حق الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي.

إذن، ثمة سقف عربي بل عالمي يجب الانتهاء إليه في هذه الحرب؛ فهي ليست شيكاً على بياض لتنفيذ خطة إسرائيلية - أميركية - غربية لتهجير شعب غزة البالغ أكثر من مليوني إنسان، وتوريط مصر والأردن ربما وبقية العرب بهذا الملف.

نعم انتقدنا بحدة «حماس» وبقية الشبكات الأصولية الإخوانية التابعة للنظام الثوري الأصولي الإيراني، وسنظل ضد هذه الجماعات ما دامت - بالمقام الأول - ضد الأمن العربي لصالح أجندة معادية.

هذه قضية مفروغ منها، لكن أيضاً يجب أن تتحمل الدولة الإسرائيلية، ولا أقول الحكومة الحالية فقط، مسؤولية الدخول الجاد في مسار السلام وحل الدولتين.

الوزير الأميركي بلينكن قال عقب اجتماعه مع السيسي: «نؤكد أهمية حصول الفلسطينيين على حقوقهم، لكن ليس وفقاً لنهج (حماس)».

وهذا بالضبط ما يعمل عليه عقلاء العرب، ضمن جملة سابقة من المشاريع التي عرقلها مزايدات ومؤامرات بعض العرب والعجم والفلسطينيين، تارة، وعناد وجمود وتشدد جل ساسة إسرائيل، تارة أخرى.

الخطاب المسؤول يقول إن هذا هو وقت «الحل النهائي» إن كنا فعلاً نريد حلاً لهذه القضية، وليس الاتجار بها أو إدمان البكاء على حائطها.

لقد كان كلام ولي العهد السعودي خلال الاجتماع مع بلينكن واضحاً حول ضرورة العمل لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم.

وهو ما قاله الرئيس المصري للوزير الأميركي أنه «لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار»؛ لأن «أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته».

جماعات الإخوان و«القاعدة»، كذلك النظام الإيراني الخميني وتوابعه من شبكات وميليشيات شيعية وسنية، في العراق ولبنان وفلسطين، وضَعْ معهم اليمن رغم شكوى الحوثي من بُعد الشقة ووعثاء السفر! اليمين الإسرائيلي والجماعات الأصولية وأسرى عقدة الذنب المسيحية الغربية تجاه اليهود... الفريقان، الأول والثاني، ومعهم بقايا عهود النضال الكلامي القديم، هم من لا يريدون لمسألة فلسطين وإسرائيل أن تُحل... للأبد، وتتجه المنطقة نحو السلم والتنمية والأمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب العقلاء بين معسكرين العرب العقلاء بين معسكرين



GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام و«بهلوان» يوسف إدريس

GMT 08:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تسعى إيران حقًّا إلى السلاح النووي؟

GMT 08:46 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

بقلم : أمينة خيرى

GMT 08:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

للتاكسى قواعد (5)

GMT 08:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ألف سؤال.. وسؤال

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon