توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد بن سلمان... روح التغيير

  مصر اليوم -

محمد بن سلمان روح التغيير

بقلم - مشاري الذايدي

المقابلة التي أجراها بريت باير كبير المُذيعين السياسيين في محطة «فوكس نيوز» الأميركية مع ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان غنيّة بالدلالات، حافلة بالرسائل العميقة الجريئة المسؤولة. تحدّث راسم الرؤية السعودية الجديدة، والمشرف على تجسيدها على الأرض يوماً بيوم، عن مسائل متنوعة، من السياسة للاقتصاد للثقافة للمجتمع، وكان مثل عادته مباشراً صريحاً واضحاً دقيقاً.

إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ

بمُلتَقَطاتٍ لا تَرَى بينَها فَصْلَا

كفى وشفى ما في النفوسِ فلم يدعْ

لِذي إرْبَةٍ في القوْلِ جِدَّاً وَلا هزْلَا

عن المصالحة مع إيران، وعن السلاح النووي، وعن مسار التفاوض مع إسرائيل، وفحواه ومواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية، وحق شعبها «بالحياة الطيّبة»، حسب تعبير الأمير، وعن موقف السعودية الأخلاقي، وبنفس الوقت الواقعي، من الحرب الروسية الأوكرانية، وعن الصين وأميركا، ورؤية السعودية بينهما، وعن الحرب والسلام في اليمن، وعن اقتصاد المملكة الجديد، وعن موقع الرياض في خريطة القوة العالمية الكبرى، وفي ميدان الاقتصاد، وعن دور السعودية الجوهري في سوق الطاقة... وعمّا يتفرّع عن هذه الأغصان كلها من القضايا.

غير أنَّه يطيب التوقفُ قليلاً عند بعض الرسائل عظيمة الدلالة في هذا الحوار، ومنها تأكيده على أنَّ التغيير الكبير الذي يشهده المجتمع السعودي راجع إلى أن: «الشعب السعودي مؤمن بالتغيير، وهو من يدفع لذلك... وأنا واحد منهم».

وعن موقف السعودية من ازدهار وتطور الجيران العرب، خاصة اليمن والعراق ولبنان، كان صريحاً حين ذكر أن السعودية تعمل مع دول الخليج العربي ومصر ومع لاعبين آخرين في المنطقة، وأيضاً مع لاعبين عالميين ومع حلفائنا في الولايات المتحدة، لدعم الاستقرار والازدهار في المنطقة، ثم نبّه لنقطة خطيرة هي أنه: «عندما تضطرب المنطقة تخرج (داعش) و(القاعدة) والهجمات الإرهابية والقرصنة، لذلك لا نريد أن نرى هذه الأحداث».

وكم كان واثقاً وهو يتحدث عن الذات السعودية بكل جرأة، خاصة في ملف الإصلاح القانوني، وقال بالنص:

«هل لدينا قوانين سيئة؟ نعم، هل نسعى لتغييرها؟ نعم».

هذه الصراحة هي مفتاح الدخول لقلوب وعقول الناس، ولولا الحاجة للإصلاح لما دُشّنت ورش العمل الكبرى في البلاد، ولما رأينا واقع المرأة السعودية -خلال نحو 5 سنوات- يشهد اليوم هذا الحال المبهج، تخيّل أنه قبل سنوات قليلة جدّاً، كانت قيادة المرأة للسيارة ممنوعة، بدعم من الغلاة وأنصار الغلاة وبخوف من البعض... لكن كل هذا صار من الماضي!

التغيير هو جوهر الحياة، ولو لم يجرِ الماء لفسد، وصدق ربّان الرؤية الجديدة، حين لخّص جوهر الروح الجديدة في السعودية بأن الشيء الوحيد الذي لا يتغيّر هو التغيير نفسه!

السعودية تتغير وفق بوصلة مصالحها وروح شعبها، وهي روح ليست من صنع أبناء مرحلة ما بعد 1979 التي لن تعود لها البلاد أبدا، كما قال عرّاب الرؤية سابقاً، بل من صنع أنفس سعودية واثقة، أرجلها على أرض الجزيرة العربية وأذرعها تعانق السماوات بكل اتجاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد بن سلمان روح التغيير محمد بن سلمان روح التغيير



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon