توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذئاب لا تعوي في الغرب فقط

  مصر اليوم -

الذئاب لا تعوي في الغرب فقط

بقلم - مشاري الذايدي

الخطر داهم، والحذر واجب، والعدو «الداخلي» يجوس خِلال الديار.

أمس الجمعة أوقفت الشرطة الألمانية فتاتين وصبيين، في غرب ألمانيا بشبهة قيامهم بالتخطيط لـ«هجوم إرهابي»، على ما أعلن مدّعون عامّون.

الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً «التزموا تنفيذ جريمتَي القتل، والقتل غير العمد» حسب المصادر الألمانية.

صحيفة «بيلد» الألمانية ذكرت أن السلطات تشتبه في أن المراهقين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات بزجاجات حارقة وسكاكين باسم تنظيم «داعش».

وذكرت «بيلد» أن المشتبه بهم من طاجيكستان ينشطون لحساب تنظيم «داعش - خراسان»، الذي نفذّ مجزرة مارس (آذار) في صالة حفلات موسيقية بموسكو.

«داعش خراسان»، بخاصة من بين فروع «داعش»، يركّز على تجنيد المراهقين في الدول الغربية، وطرح مساحة واسعة من الأهداف، التي تناسب اهتمامات الصغار، المراهقين، وتُحدث دويّاً صاخباً في الدول المستهدفة، مثل مباريات كرة القدم الجماهيرية، وقبل يومين تحدّثنا هنا عن ذلك، بخصوص دوري الأبطال الأوروبي لكرة القدم.

في هذا المجال، فإن ألمانيا تستعد لاستضافة مباريات كأس أوروبا في كرة القدم من منتصف يونيو (حزيران) حتى منتصف يوليو (تموز) وقادة الأمن هناك في أمرٍ كبير ووجل عميق ممّا ينتظرهم من ذئاب «داعش» الموفورة طاقة وصخباً وجنون مراهقين.

وزيرة الداخلية الألمانية (نانسي فيزر) قالت إن «خطر الإرهاب الإسلامي ما زال كبيراً»، واصفة فرع خراسان التابع لتنظيم «داعش» بأنه «أكبر تهديد إسلامي في ألمانيا حالياً».

سيقول بعض الناس: «ما شأننا نحن بألمانيا، وغيرها من دول الغرب البعيد، المهم أننا في منأى عن ذلك، لدينا ما يكفي من المشكلات، وما يستوعب وقتنا من الأحلام والمشاريع والسفر نحو الغد الجميل».

للأسف يحزنني القول إن هذا الكلام ليس إلا من ألوان التنويم والتخدير لنا أجمعين أكتعين، والكلمة الأخيرة كان يكثر منها المؤرخ الشامي القديم، ابن كثير في كتابه الشهير (البداية والنهاية).

هؤلاء الفتيان والفتيات من عمر 14 إلى 16 كما جاء في الخبر الألماني، كان أصغرهم عمره 9 سنوات وأكبرهم عمره 11 سنة حين قتل خليفة «داعش» البغدادي في 2019.

من المؤكد أنهم تلقّوا سموم «داعش» «أونلاين» عن طريق الألعاب (الغيمز)، وبرامج الدردشة السريعة وعالم «الدارك ويب» البعيد عن الأنظار.

معنى ذلك أن «داعش» يستطيع الوصول بيسر وسهولة إلى الأطفال في مخادعهم، وربما يكون الأب أو الأم في صالة المعيشة يتوهمون أن أطفالهم «يلعبون» في غرفهم الوادعة بالبلايستيشن!

السؤال الكبير، هل هذا الخطر محصور بألمانيا والغرب وبعض الشرق؟

هل مراهقونا في حصانة من إغواء «داعش»؟ هل نرى الصورة كاملة وكما هي، لا كما نرغب في أن نراها؟

بالنسبة إليّ... فأنا أرى نُذر عواصف مقبلة، وذئاباً هاجمة علينا، سيختلف الإخراج فقط، فهل أعددنا للأمر عُدّته، تربوياً وسياسياً وثقافياً وإعلامياً، أو نحن في غفلة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذئاب لا تعوي في الغرب فقط الذئاب لا تعوي في الغرب فقط



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon