توقيت القاهرة المحلي 00:11:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موجة جديدة من التصعيد!

  مصر اليوم -

موجة جديدة من التصعيد

بقلم - عبد المنعم سعيد

فى كل جيل من أجيال مصر الحديثة كانت هناك مهمة كبرى عليه تحقيقها من أجل وطن عظيم. إن مهام المرحلة المقبلة، التى يجرى فيها تجاوز تحديات وعقبات لابد منها لاستكمال مسيرة جرت منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ولم يكن طريقها سهلًا ولا سلسًا وجرَت فى معظم الأوقات وسط حرب ضد الإرهاب وأزمات عالمية مثل «الكورونا» لم تحدث فى التاريخ القريب.

ومؤخرًا فإن الحرب الروسية الأوكرانية كانت لها تداعياتها العالمية، وتأثيراتها السلبية على مصر. وإذا كان ممكنًا التلخيص، فإن المهمة الراهنة لا تقل فى تحديها عن تحقيق انطلاقة مصرية تتجاوز معضلات المرحلة الخارجية والداخلية إلى معدلات نمو عالية ليس فقط فى المجال الاقتصادى، وإنما أكثر من ذلك أن يكون الإنسان المصرى فى مستوى العصر الذى نعيش فيه.

ومثل ذلك كثيرًا ما يُقال عنه «بناء الإنسان المصرى»، وهو قول لم يَجْرِ له كثير من التحرير فى المعنى والمبنى، وفى الأصول والفروع، والكيفية التى ينتقل بها الإنسان من حال يتعايش مع الفقر والتخلف إلى آخر يعيش فيه الغنى والتقدم. ولا يوجد مثال يقرب منه قدر تلك الحالة من الفوران الكبير فى دول شرق وجنوب شرق آسيا، والتى دارت فى المدارين الصينى واليابانى فى عصور قديمة؛ ثم دخلت عليها نوبات الاستعمار الفرنسى والبريطانى والهولندى، والحروب العالمية، وكل حالات الفقر والوباء والمجاعة. الأمثلة اليابانية والصينية فى التقدم وبناء الإنسان كثيرة، ولكن آخر ما لفت الأنظار قادمًا من المنطقة كان استعداد كوريا الجنوبية لاستعمار القمر.

كتبت عن كل ما سبق كثيرًا من قبل، حيث هناك الرغبة فى التقدم والاقتراب من العصر، والتجارب الدولية التى تقول لنا إنه مادام الآخرون قد نجحوا فى تجاوز الصعوبات والأزمات، فلماذا لا ينطبق ذلك علينا أيضًا؟!. القضية الأساسية دائمًا هى ما الذى نريده لمصر؟، وإذا كانت الأجيال المصرية الراهنة تريدها قائدة وعظيمة فإن لذلك ثمنًا من العمل والعرق والدموع والدم إذا كان ذلك ضروريًّا. وفى الواقع فإن الرغبة فى هذا المقال هى تقديم أخبار طيبة يقع فى مقدمتها أنه رغم كل الضغوط والأزمات فإن كافة مشروعات البناء الجارية فى الدولة لا تزال فى طريقها للاستكمال، ولم يحدث لها ما حدث من قبل من تأجيل ونكوص وتراجع. ولكن هنا تنتهى الأخبار الطيبة، وتأتى بعدها أنباء تعيسة، حيث تتجمع سحب سوداء كثيرة لعمليات تصعيد كافية لكى تعقد المعقد من الأزمات القائمة.

أولها الظاهر هو تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية؛ فمن ناحية فإن «الهجوم المضاد» الأوكرانى يلقى صعوبات كثيرة فى التقدم الذى بات بطيئًا ويزداد ثمنه فى الضحايا سواء بالنسبة لأوكرانيا وروسيا. النتيجة أن روسيا صعّدت من استخدامها للصواريخ وقصف المناطق المدنية والأساسية؛ وفى الجانب المقابل فإن أوكرانيا زادت من استخدامها للمسيرات الجوية داخل روسيا ذاتها، ومسيراتها البحرية فى البحر الأسود لتدمير وحدات بحرية روسية. التصعيد فى هذا الاتجاه يعقد كثيرًا محاولات السلام، ويولد المزيد من الكراهية، وباختصار امتداد الحرب يزيد.

وثانيها أن واحدة من نتائج هذا التصعيد العسكرى كانت تدمير صوامع القمح الأوكرانية، ومعها أجزاء من ميناء أوديسا على البحر الأسود؛ وباتت الضحية الأساسية لذلك اتفاقية الغذاء، وارتفاع أسعاره، حتى قبل أن يصل إلى المستهلك.

وثالثها أن أزمات الغذاء كثيرًا ما تولد أزمات فى الطاقة، وهو ما حدث عندما قامت مجموعة أوبك + بتخفيض الإنتاج، فارتفعت أسعار النفط من متوسط ٧٤ دولارًا للبرميل إلى ٨٤ دولارًا، أى حوالى ١٠ دولارات، يُنتظر أن تتصاعد حتى تبلغ ٩٠ دولارًا، الذى يُعتبر «السعر» العادل لدى المنتجين. رابعًا أن هناك حزمة من أزمات المنطقة من أول السودانية، إلى الفلسطينية الإسرائيلية، وبوادر واحدة حول حقل بترول بين إيران فى ناحية والسعودية والكويت فى ناحية أخرى، ونشوب أزمة النيجر، التى سوف تكون لها نتائجها الصعبة هى الأخرى.

هذه الحزم من التصعيد والأزمات الجديدة عندما تتفاعل مع الأزمات القديمة للعملة الوطنية والأوضاع الاقتصادية فى عمومها تستلزم المزيد من العمل لما هو قائم، والإدارة الرشيدة للعلاقات المعقدة بين كل هذه الأزمات؛ والأهم من ذلك إعداد الشعب المصرى لما هو قادم بالتأكيد على المشروع الوطنى فى مجمله وأهدافه، التى تحتاج سرعة إنجاز فيما انتويناه من إصلاح للجهاز الإدارى، وتنفيذ ما وعدنا به فى وثيقة ملكية الدولة، والمضى قدمًا فيما سوف يخرج من عباءة الحوار الوطنى الممثل للتوافق القومى. ما نراه على صعوباته نجحنا فى مواجهته، وفى دول أخرى تجاوزت الأصعب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موجة جديدة من التصعيد موجة جديدة من التصعيد



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي
  مصر اليوم - محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي
  مصر اليوم - محمود حميدة يتسلم جائزة الإنجاز الإبداعي في مهرجان الجونة

GMT 07:26 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
  مصر اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 03:26 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

عقار من سم العنكبوت لعلاج تلف النوبة القلبية

GMT 12:51 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

كيكة الشوكولاتة

GMT 21:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على الفرق الـ "الأربعة" المتأهلة إلى كأس العالم للأندية

GMT 11:36 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يكشف الاستاد الأقرب لاستضافة نهائي كأس مصر

GMT 10:23 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسوان يسافر إلى الإسماعيلية استعدادًا لمواجهة الدراويش

GMT 13:14 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة دبي تتراجع بنسبة 0.93% بجلسة الأحد

GMT 17:39 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بلجيكا تسجل 14 وفاة و 3157 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 19:04 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم السبت ٣ تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 01:04 2020 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

170 جنيها ثمن لقاح تطعيم الإنفلونزا الموسمية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon