توقيت القاهرة المحلي 15:04:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألغاز أخرى في حرب غزة الخامسة

  مصر اليوم -

ألغاز أخرى في حرب غزة الخامسة

بقلم - عبد المنعم سعيد

قبل أسبوع جرى تناول ثلاثة ألغاز حاكمة في حرب غزة الخامسة، كان أولها عن الدور الإيراني في الحرب، وثانيها كان بحثاً في تعقيد العلاقات الأميركية الإسرائيلية التي تتراوح ما بين الاقتراب إلى درجة التحالف والبعد حول إدارة الحرب، والخلاف حول ما سيحدث في اليوم التالي. وثالثها كان محاولة للإجابة عن السؤال عما سوف يحدث في غزة، بينما إسرائيل تطمع فيها و«حماس» ترى فيها حقوقاً شرعية، أما العالم فيريد لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» أن تعود.

والآن سوف نتناول ألغازاً أخرى، فهكذا كانت حال الصراعات في تاريخ البشرية حينما تفقد قدرتها على الحسم، وهو الغرض من القتال؛ وساعتها تصير المسألة: لماذا كانت الحرب في المقام الأول؟ وهكذا ألغاز يزيد من حيرتنا فيها أننا لا نستطيع طرح التاريخ مرتين: مرة كما نتخيله، ومرة بعد أن يتحول إلى وقائع.

أما اللغز الرابع ما بعد الثلاثة الذي يدور في أذهان الساسة، ويلح على عقول العسكر، ويذهل عيون النظارة، فهو: متى تنتهي الحرب؟ هو سؤال فيه من الذهول ونفاد الصبر؛ ولكن حرب غزة الخامسة مثلها مثل كل الحروب، جرى فيها تصور إمكانية أن ينتصر طرف على آخر انتصاراً ساحقاً. إسرائيل دار ذلك في أذهان قادتها، ولعلَّ نتنياهو لا يزال يحلم بأن يسحق «حماس»، ويسيطر على غزة، ويعيد صنع الكتب التعليمية. كل ذلك يحدث بعيداً عن «السلطة الوطنية الفلسطينية»، ومعها القضية الفلسطينية، و«اتفاق أوسلو» الذي تحدث عن حل الدولتين. «حماس» هي أيضاً رأت في الموضوع إمكانية لانهيار حكومة نتنياهو، ومن بعده إسرائيل. التصور الآخر أن يُصاب فريقا الحرب بدرجات عالية من الإرهاق في الإمكانات، والعجز عن تحقيق أهداف الحرب. فالتعبئة الشاملة مرهقة لإسرائيل، كما أن إنهاك غزة كما جرى يكفي لكي يجعل «حماس» تطالب بوقف إطلاق النار. والتصور الثالث أن تنتهي الحرب؛ لأن العالم -وفي هذه الحالة القوى الكبرى- أراد ذلك، فيحدث توافق دولي للضغط على طرفي القتال، فتقوم أميركا بفرض مسافة جديدة مع القيادة الإسرائيلية، كما تدفع في اتجاه إقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع العربي مع إسرائيل. والتصور الرابع أن يكون هناك حل إقليمي يقنع إيران بأن تكف عن دعم حركات «المقاومة» و«الممانعة»، مقابل تنظيم للأمن الإقليمي يحد من التسلح -خصوصاً النووي- ويدفع في اتجاه التنمية والرخاء.

اللغز الخامس يدور حول عما إذا كان حتمياً أن يجري الانفجار الأعظم، وتصير الحرب «إقليمية» تخرج عن الطوق الفلسطيني الإسرائيلي، بحيث تصير شهور الحرب الحالية مجرد «بروفة» لحرب إقليمية بين إيران وإسرائيل، وإيران وأميركا. حالياً، فإن نذر الحرب قائمة، في الصدام الدائم بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل، وحرب الظلام بين إسرائيل وإيران في سوريا؛ وحرب الحوثيين في البحر الأحمر بتهديد الملاحة والتجارة الدولية، ومباشرة ذلك في مواجهة وصلت فيها إيران بالطائرات المُسيَّرة والصواريخ إلى صحراء النقب، ووصلت فيها إسرائيل إلى قرب المفاعل النووي الإيراني في أصفهان. فهل تصبح «البروفات» حقيقة، وتأتي القصة من خيال التناقضات إلى السطح، بدلاً من بقائها كامنة انتظاراً ليوم آخر؟

اللغز السادس يقع في دائرة فكر المؤامرات، وجرى ذكره منذ الدقيقة «صفر»، عندما اقتحمت «حماس» أسوار «غلاف غزة» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ ووقتها سرت المؤامرة على الوجه التالي: أن «حماس» تواطأت مع إسرائيل على أن تقوم بغزوها، ومن ثم تبدأ عملية انتقامية ضد سكان غزة لا تبقي ولا تذر، كما حدث من قتلى وجرحى وتدمير شامل ساحق وماحق، ومن ثم تبدأ نكبة أخرى في الحدوث عندما تتدافع الجماهير في نكبة جديدة، وهذه المرة في اتجاه سيناء التي تبدو فارغة قابلة لاستيطان جديد. المؤامرة تأخذ من واقع الحرب ما يحدث في كل الحروب، ثم بعد ذلك يتم غزل الوقائع بحيث يكون فيها اتجاه منطقي يبدأ من أن إسرائيل دولة استعمارية استيطانية، ولذا فإنها تزلزل غزة وتحصل عليها، وتأخذ في عودة المستوطنات إليها مرة أخرى، وتهدد مصر في الوقت نفسه بغزو سكاني مطعَّم بعناصر متطرفة.

فكر المؤامرة زاخر دائماً بكثير من المؤامرات الفرعية؛ داخل إسرائيل توجد الآن كتائب من اليمين المتطرف الديني وغير الديني التي ترى ذكريات الماضي المأساوي لليهود تلاحقها. أما داخل فلسطينيين فإن هناك مؤامرة في غزة يشارك فيها العرب؛ ليس لإنقاذ فلسطين، وإنما للذوبان مع أميركا وإسرائيل. السلطة الوطنية الفلسطينية لها حيثياتها هي الأخرى، والألغاز لا تنقطع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألغاز أخرى في حرب غزة الخامسة ألغاز أخرى في حرب غزة الخامسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon