توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حصاد اليوم التالي

  مصر اليوم -

حصاد اليوم التالي

بقلم - عبد المنعم سعيد

منذ بداية أزمة حرب غزة الخامسة بدأت الولايات المتحدة في إثارة موضوع «اليوم التالي»؛ وكان غرضها الاستراتيجي هو أن تعلم الأطراف المتحاربة - «حماس» وحلفاؤها في مواجهة إسرائيل وحلفائها أيضاً - أن واقعة الحرب ليست نهاية المطاف، بخاصة إذا ما فشل الطرفان في الحصول على نصر حاسم بينما تتصاعد الخسائر البشرية والمادية والمعنوية لكل طرف حسب موقعه من الساحة العالمية، وأوضاعه الداخلية، وكلاهما معقد ومركب. إدخال المستقبل في المعادلة العسكرية يجعل الدبلوماسية والسياسة أكثر فاعلية؛ نظراً لما سوف يدخل في حسابات كل طرف من فرص يمكن انتهازها ومخاطر يحاول تجنبها. وفي الوقت الراهن، كانت هناك أربع رؤى لليوم التالي: رؤية إسرائيل وقامت على انتصار ساحق على «حماس» يؤدي إلى السيطرة الكاملة على قطاع غزة. ويبدأ اليوم التالي بوجود مناطق عازلة تهيمن عليها إسرائيل، وإدارة غزة من خلال الهياكل الإدارية التعليمية والصحية والأمنية التي تحصل على أجورها من السلطة الوطنية الفلسطينية. وعملياً، يعني ذلك إزالة الالتزامات الإسرائيلية في ما يتعلق باتفاقية أوسلو، مضافاً إليها المزيد من المستوطنات. ورؤية «حماس» وقامت على إعلان الانتصار على إسرائيل على أساس أنها لم تحقق أهدافها بالهزيمة الكاملة لـ«حماس» طالما أنها مستمرة في إطلاق الصواريخ على إسرائيل مع مواصلة حكم غزة بمنع أي تواجد لمنظمة التحرير الفلسطينية، مع مبادلة الرهائن بالانسحاب الإسرائيلي، والاستعداد لقبول حل الدولتين من دون الاعتراف بإسرائيل. والرؤية العربية واستندت إلى تسع دول عربية، منها ست دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر والأردن والمغرب وهي الدول التي لديها علاقات سلام مع إسرائيل أو على استعداد للتطبيع معها، وتقوم على وقف إطلاق النار كلياً وتبادل الرهائن لدى «حماس» مع الأسرى لدى إسرائيل؛ ويكون وقف إطلاق النار من خلال «هُدن» مؤقتة، ولكنها طويلة نسبياً مع تبادل أعداد أكبر من الرهائن والأسرى، ويتم تفعيل قدرات السلطة الوطنية الفلسطينية على إدارة كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

الرؤية الأميركية وهي الأكثر حضوراً على المستوى الدولي تقوم على تأييد الخطوط العامة للرؤية العربية في أن يكون هناك مسار للسلام والأمن في الشرق الأوسط بين العرب والفلسطينيين وإسرائيل. وترمي إلى إبرام ثلاث صفقات: أولها التطبيع مقابل السلام بحيث يتم تفعيل الاقتراب السعودي - الإسرائيلي، فتحصل إسرائيل على علاقات طبيعية مقابل مسار له مصداقية لإقامة دولة فلسطينية. وثانيها أن يكون هناك إعمار شامل تقوم به الدول العربية ومؤسسات دولية لقطاع غزة، مقابل تفعيل سلطة فلسطينية موحدة. وثالثها أن يكون التطبيع السعودي مقابل الأمن، حيث يعقد اتفاق على ضمان أمن المملكة وفقاً لصيغة رسمية تستمد شرعيتها من الكونغرس الأميركي وتكون قريبة من الاتفاقيات الأمنية التي عقدتها الولايات المتحدة مع دول حليفة.

الموقف الآن ورغم التحركات السياسية والدبلوماسية والإعلامية، والجهود الدولية في منظمات الأمم المتحدة (مجلس الأمن، الجمعية العامة، محكمة العدل الدولية)، والمحكمة الجنائية الدولية، فإن حرب غزة الخامسة اقتربت من ثمانية أشهر من دون بادرة للخروج من حالتها الساخنة. واستناداً إلى الجهود الأميركية السابقة؛ فإن توجهات الولايات المتحدة باتت تركز أولاً على تهدئة الحرب من خلال الضغط على إسرائيل حتى تعتبر أن جهودها في رفح سوف تكون الأخيرة في غزة، بخاصة أنه وفق التقدير الأميركي فإن إسرائيل لن تستطيع القضاء على «حماس» ولكنها قامت بالفعل بالتقليل من قدراتها العسكرية، وإن نجاحها في تدمير الكتائب الأربع المتبقية في رفح سوف يتوج هذا الجهد. وثانياً استئناف المفاوضات الخاصة بالهدنة بالوساطة المصرية والقطرية وفقاً لما تم التقدم فيها بحيث تبدأ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار تبادل الرهائن والأسرى بحيث يمكن تحقيق أفق من الهدوء النسبي خلال الأسابيع المقبلة. وثالثاً الفصل التفاوضي بين توقيع اتفاقية أمنية بين واشنطن والرياض بحيث يكون الارتباط فيها أقل من اليابان ولكنه يزيد على تايوان من حيث الالتزام الأميركي للدفاع عن المملكة. وثالثاً تتعاون الولايات المتحدة والدول العربية في تقديم العون للسلطة الوطنية الفلسطينية الأمني والاقتصادي إضافة إلى الإعمار.

كل الخطوات السابقة يهددها عدد من الأمور: أولها الزمن، حيث يطارد كل هذه الخطوات قرب الانتخابات الرئاسية الأميركية بحيث يظل انتظار ترمب ورقة تستخدمها إسرائيل و«حماس» لبقائهما في مواقعهما الحالية وإفشال خطوات بايدن. وثانيها أنه لا يوجد في أي من هذه الخطوات ما يسمح ببقاء «حماس» في الصورة السياسية، وهو ما سوف تسعى لإحباطه بمساندة إيرانية. وثالثها أن هناك عقبات كثيرة للحصول على موقف فلسطيني موحد وبالسرعة اللازمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حصاد اليوم التالي حصاد اليوم التالي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon