توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غروب شمس رجل دولة!!

  مصر اليوم -

غروب شمس رجل دولة

بقلم - عبد المنعم سعيد

للأسف فإن النظرة العربية للساسة الغربيين تكون من منظور الصراع العربى الإسرائيلى، والمدى الذى يصل إليه فى تقديم العون لإسرائيل لممارسة غيها وعنفها. مع مشروعية النظرة فإن الغرب أعقد من ذلك، وهو يمر بمراحل تاريخية متضاربة تخلخل المجتمعات والسياسات وتهزها من أعماقها حتى وهى تقود العالم تكنولوجيا وسياسيا وعسكريا، وتخوض صراعات خائبة وفاشلة، ولكنها فى النهاية تظل لافتة للنظر.

وخلال ما يقرب من ثلاثة عقود ونصف فإن الغرب مر بثلاث عمليات تاريخية عميقة: أولاها كانت عولمة الفكرة الأوروبية الأمريكية والتى ثبت أنها لا تشكل نهاية التاريخ حيث ينتشر ثالوث الليبرالية والديمقراطية والرأسمالية، وإنما تخلق جدل المرحلة الثانية «ضد العولمة» حينما تسود حروب الإرهاب وتنتصر الجماعات الأصولية من الشرق الأوسط إلى وسط آسيا على التحالف الغربى.

النتيجة باتت نزعة يمينية أصولية ودينية هى الأخرى تدعو إلى العزلة والخروج من الاتحاد الأوروبى ويلمع فيها دونالد ترامب وأمثاله فى أوروبا. ما يبدو الآن، والتاريخ بات أكثر سرعة، أن العالم يجرى فى اتجاه مرحلة ثالثة تخرج على سابقتيها وتخلق أعمدتها الفكرية الخاصة التى بات عليها أن تهزم المرحلة الثانية، وتصلح من المرحلة الأولى وتجعلها أكثر عقلانية وقبولا لتعدد البشر وقدراتهم ونوازعهم.

الإشارات الأولى لهذه المرحلة الجديدة جاءت من أوروبا حيث نجح حزب العمال البريطانى بعد 14 عامًا خارج السلطة، فى أن يعود بأغلبية كبيرة؛ وتلاه مباشرة نجاح تحالف اليسار مع الوسط فى فرنسا لكى يغلق الطريق على يمين متعصب وعنصرى كان مفتوحا على مصراعيه.

الإشارة الجديدة تأتى من الولايات المتحدة التى حتى وقت قريب كانت تنزلق نحو جولة انتخابية رئاسية جديدة تبدو فيها تسلم تسليم مفتاح كما يقال الدولة الأمريكية كلها إلى ترامب وفلسفته الترامبية بكل ما فيها تعصب وعنصرية وعزلة. حتى 28 يونيو الفائت كانت المعركة الانتخابية تسير فى طريقها المعلوم حيث فاز ترامب فوزا ساحقا فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى، وكان متسيدا ومسيطرا على الحزب إلى الدرجة التى لم يقبل المناظرة مع جميع المرشحين الآخرين، وتساقطوا الواحد وراء الآخر حتى بات المرشح الوحيد.

الرئيس بايدن أخذ طريقه التقليدى كرئيس لا يترشح أحد أمامه، وفاز فى الانتخابات التمهيدية بنسبة 87٪. كان واعيا لحقيقة سنه، ولكنه كان أكثر اعتقادا فيما حققه وأنجزه خلال الأعوام السابقة؛ وكان فى ذهنه ذكرى الانتخابات السابقة فى 2020 حينما تلاقى كل المنافسين الديمقراطيين فى حلف متين للإطاحة بدونالد ترامب، وهو ما كان.

المناظرة مع ترامب خلقت هزة كبيرة فى الحزب الديمقراطى حينما ظهرت أعراض الزمن على رئيس الدولة الأمريكية، ولكن ذلك لم يمنعه من التصرف كرجل دولة عندما تعرض ترامب لمحاولة الاغتيال فى 14 يوليو. كان الخطر الماثل هو دخول أمريكا فى موجات من العنف، حاول كرجل دولة الاقتراب من ترامب، اتصل به مهنئا على النجاة، وداعيا للوحدة، أصدر بيانا مطولا، وظهر مباشرا فى خطاب مقدما يده إلى الجانب الآخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غروب شمس رجل دولة غروب شمس رجل دولة



GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 10:00 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon