توقيت القاهرة المحلي 11:13:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا عاد الإرهاب مرة أخرى؟

  مصر اليوم -

لماذا عاد الإرهاب مرة أخرى

بقلم: عبد المنعم سعيد

حينما جرَت العمليات الإرهابية الأخيرة في سيناء، اعترى المصريين نوعان من المشاعر، أولهما يتعلق بالشهداء والمصابين، حيث الترحُّم والدعاء بالشفاء؛ وثانيهما التساؤل عن أسباب الظهور المفاجئ للإرهابيين بعد عام ونصف العام تقريبًا تراجعت فيها العمليات الإرهابية إلى الرقم صفر. كان التفسير الأول للحادث أنه رد فعل للإعلان عن الحوار السياسى بين القوى السياسية المصرية حول المستقبل المصرى، والذى فسرته الدوائر الإخوانية والإرهابية في الخارج على أنه نوع من التراجع في سلطة الدولة بسبب الأزمة الاقتصادية. التفسير الآخر يأخذ منحى هو أن العنف الإرهابى ما هو إلا مواجهة لعملية تنمية سيناء وتعميرها وأخذها وتيرة سريعة تظهر في استصلاح الأراضى الزراعية، وبناء المصانع التعدينية، وظهور المدن الجديدة، بما فيها مدينة السلام، المُقدَّر لها أن تكون العاصمة الاقتصادية لمصر، وعمليًّا فإن ستة من الأنفاق أسفل قناة السويس تفتح الأبواب نحو التواصل السكانى بين الوادى والدلتا وشبه جزيرة سيناء. في مثل هذه الأجواء التنموية فإن قدرة الإرهابيين على الإرهاب تتراجع مع فقر التجنيد، وقلة القدرة على التواصل مع السكان.

التفسير الثالث ذكرته في مقال نُشر في هذا المقام بتاريخ ١٠ أكتوبر ٢٠٢١ بعنوان: «ثلاثة أنواع من المعتاد الجديد»، أشرت فيه إلى ثلاثة أنواع من الظواهر سوف نعتادها، بينما تستمر الحياة والتنمية، وكانت «الجائحة» والإرهاب وصعود الصين. وما يهمنا منها هو أن التنظيمات الإرهابية- التي أخذت في التراجع من حيث عدد العمليات والضحايا والمصابين، نتيجة سقوط الإخوان المسلمين في مصر وانكشافهم في دول أخرى وهزيمة دولة الخلافة في سوريا والعراق وبعثرة مكوناتها- بدأت لملمة صفوفها في أعقاب الخروج الأمريكى من أفغانستان. وقتها أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكية «مايك ميللى» أن الولايات المتحدة حققت «نصرًا لوجستيًّا»- أي في سحب قواتها وأنصارها من كابول- ولكنها أحرزت «فشلًا استراتيجيًّا»، أي هزيمة الإرهاب واستئصاله. ما حدث بالفعل هو أن الإرهاب بات مثل السرطان لا يكف عن الانتقال والانتشار، واعتراض الحياة والتنمية والمسار الإنسانى في العموم. ما توصلت إليه دول العالم بات أنه لابد من استمرار مسيرة البشر وكأنه لا يوجد إرهاب، ومقاومة الإرهاب كما تتم مقاومة الجريمة المنظمة بحيث لا تشل قدرة الدول على التقدم.

الآن تغيرت ظروف عالمية وإقليمية كثيرة أعطت الإرهابيين قدرة على إعادة التنظيم مرة أخرى، والقيام بعمليات إرهابية في العراق وسوريا ومنطقة الساحل والصحراء وبأشكال متفرقة في معظم دول العالم. وفيما يخص مصر تحديدًا، ووفقًا لدراسة أجراها الأستاذ أحمد كامل البحيرى، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه اعتبارًا من فبراير ٢٠١٥ فإن تنظيم «داعش» الإرهابى فقد السيطرة الفعلية على مناطق جغرافية للارتكاز، وتراجعت قدراته التنظيمية والقتالية، وكذلك قدراته على التجنيد سواء كان ذلك من عناصر مصرية أو من غير المصريين. تدريجيًّا أخذ التنظيم يفقد قوته على التأثير من خلال عمليات إرهابية، وابتداء من بداية هذا العام تصاعدت العمليات البطولية لأجهزة مكافحة الإرهاب، حيث تمكنت من قتل القائد العسكرى الأبرز في تنظيم داعش، «أبوعمر الأنصارى»، خلال شهر إبريل المنصرم، بالإضافة إلى تصفية العديد من قيادات التنظيم والمسؤولين عن بعض المناطق كما حدث من قتل مسؤولى التنظيم بقرية «المقاطعة»، شعبان مصطفى أبودراع، ونائبه، محمد مصطفى أبودراع، وثلاثة مسؤولين بالتنظيم، وهم

«باسم حسين الحمادين وفوزى سليمان زريعى وموسى عبدالكريم العلاويين».

ومع نشوب الحرب الروسية الأوكرانية في أوروبا وانصراف الأنظار الدولية عن الحرب ضد الإرهاب، فإن التنظيمات الإرهابية العالمية وجدت في الأمر فرصًا مواتية لاستئناف مسيرتها مرة أخرى في التجنيد والقتل ومن خلال الدعوة إلى تنفيذ عمليات إرهابية تثأر لمقتل زعيمى تنظيم داعش، أبوإبراهيم القرشى وأبوحمزة القرشى. وهكذا فإن بعض الآثار الجانبية للحرب الأوكرانية بات رفع الضغط عن الإرهاب (مضافًا إليه قضايا مثل جائحة «كورونا»، والاحتباس الحرارى للكرة الأرضية). وفى مصر فإن مقدمة المواجهة تقع من صفوف المقاتلين المصريين جيشًا وشرطة البواسل الذين يخوضون واحدة من أشرف المعارك التي عاشتها مصر في تاريخها المعاصر. ومن خلفهم فإن الشعب المصرى يسير في مسيرته من أجل التنمية، التي تقع في قلبها عملية تعمير سيناء، التي لم تعد محض شعار مرفوع، ولا خطة تُوضَع لذَرّ الرماد في العيون، وإنما هي واقع مُشيَّد على جبهات المدن الجديدة ومشروعات التعدين ونصف مليون فدان يفقأ اخضرارها عيون الخوَنة والإرهابيين. رحم الله الشهداء وتحيا مصر مرفوعة الرأس دائمًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا عاد الإرهاب مرة أخرى لماذا عاد الإرهاب مرة أخرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon