بقلم: عبد المنعم سعيد
هى أيام حرجة، وأزمان مأزومة، حيث ثلاث دوائر عالمية وإقليمية ومحلية تعيش لحظات صعبة وبينما يمكن مراقبتها فإن السؤال الصعب من داخل «المحروسة» هو كيف يمكن التعايش معها؟ العالم ينتظر بقلق بالغ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ولا أحد يعرف كيف سيسكت الحروب الدائرة فى أوروبا والشرق الأوسط كما وعد خلال حملته الانتخابية!
طاقم الحكم معه يأتى من دوائر محافظة تدير ظهرها للعالم وترغب فى تفكيك مؤسسات أمريكا وإعادة تركيبها من جديد على الصورة «الترامبية» التى لا أحد يعرف ماذا تعنى على وجه التحديد؛ اللهم إلا أنها السبيل لكى تجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
لا أحد يقول وحتى ترامب نفسه متى كانت أمريكا عظيمة من قبل حتى يمكن المقارنة والقياس؛ إنما أصداء النجاح فى العالم تبدو مشجعة لليمين فى أوروبا، ولكنها مخيبة للآمال فى آسيا حيث لا يوجد لرجل أمريكا الأول من تجربة إلا مع رئيس كوريا الشمالية! عالم عدم اليقين الذى اشتكى منه العالم من الواضح أنه سوف يمتد يصورة أخرى.
الإقليم مشتعل، ودائرة العنف تحيط بالمحروسة من جميع الاتجاهات، وانفجار فلسطين بما فيها من فلسطينيين وإسرائيليين تدفع شظاياها فى جميع الاتجاهات حيث سعار آلام التاريخ تنفجر بلا مقياس يقاس عليه.
وبدون تاريخ معروف فإن الحالة فى السودان يعتصرها آلام العنف فى شعب واحد، والإطلالة على البحر الأحمر والقرن الإفريقى تشهد أن عمق الحرب فى باب المندب كبير يصل إلى الخليج العربى حيث تتأهب إيران لمرحلة تاريخية تظللها أشباح نووية بينما تتأهب إسرائيل للخلاص من الأخطار مرة واحدة وفى جميع الاتجاهات. وسط ذلك كله فإن مصر تعيش حالة صمود أخاذة؛ ولكن الصمود الذى يبدو انتصارا فى الإقليم فإنه فى مصر لا يصل إلى سماوات الوصول إلى دولة متقدمة مع حلول عام 2030. المخزون لا يزال فيه الكثير الذى يستدعى أفكارا وفكرا يدفع الخطر ويستقبل الفرصة. يتبع.