توقيت القاهرة المحلي 08:11:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تدريب منتخب الفراعنة!

  مصر اليوم -

تدريب منتخب الفراعنة

بقلم - عبد المنعم سعيد

حاولت لعب كرة القدم فى مرحلة الصبا، ولكننى فشلت فشلًا ذريعًا، فما كان من الرفاق إلا أن سمحوا لى بإدارة الفريق والتحكيم فى المباريات بينهم والقرى المجاورة للباجور منوفية. هكذا اعتزلت مبكرًا، وقبل أن أصل إلى مرحلة النجومية، ولكن صلتى باللعبة استمرت، خاصة بعد أن اقتسمت مع أخى، ل. د. م محمد قدرى سعيد، تشجيع الأهلى والزمالك، فبات منزلنا مُعدًّا لحالة من الحماس الدائم. وعندما قرأنا عن مباراة البرازيل وريال مدريد فى مصر، ذهبنا إلى مدينة «منوف» القريبة، حيث توجد الكهرباء وأجهزة التلفزيون التى تذيع المباريات.

كرة القدم كانت دومًا مثيرة، وجدت فيها كل ما يهم المهتمين بالسياسة والعلاقات الدولية من هجوم ودفاع، ومناورات والتفاف وسرعة، وتعبيرات مختلفة عن الثقافة فى التشجيع والتمجيد للفريق القومى فى ألوانه ومواقعه. باتت الكرة تعبيرًا عن الدولة وقدراتها، والوقوف وراء فريقها كنوع من المسؤولية الوطنية؛ وعندما وصلنا إلى كأس العالم للمرة الثانية فى يناير 1990، بعد أن كانت المرة الأولى فى 1934، خرجت مع الجماهير المصرية إلى الشارع احتفالًا بالنصر المبين.

هالنى بعد هذه الحالة الحماسية أن أجد كُتاب مصر يبتهلون للمولى عز وجل أن يكون تمثيلنا فى كأس العالم «مشرفًا»!. لم يكن ذلك كافيًا لمشجع متحمس، فكتبت مقالًا لصحيفة الأهرام بعنوان: «لماذا لا نفوز بكأس العالم؟!».

المقال كان سببًا فى وضع بداية لتعريف القراء بالكاتب، ولأول مرة وآخرها اتصل أعداد من القراء بالصحيفة الغراء لكى يحصلوا على رقم تليفونى للاتصال والمدح فيما اعتبرته حقًّا وطنيًّا لدولة عريقة.

لم يَخْلُ الأمر من سعادة شخصية، والولوج فى فهم الكرة التى جاء بعضها من بداية الاتصال مع «الكابتن» الجوهرى مدرب فريقنا الوطنى. كان الرجل فى تقديمه للنصر قد ربطه بأن يكون مقدمة لنهضة مصرية فى كافة المجالات؛ وقتها بات الوصول إلى كأس العالم تعبيرًا عن حلم كبير لمصر. وعندما تعادلنا مع هولندا، التى كانت وقتها واحدة من القوى العظمى فى كرة القدم، كتبت مرة أخرى وثالثة كما لو كنت ناقدًا رياضيًّا محترفًا، خاصة بعد أن ظهر أن أداءنا لم يزد عن تمثيل «مشرف».

ولكن ذلك أثار غضب الزملاء فى القسم الرياضى، فنشروا كاريكاتير للفنان «عليش»، سمانى «عبده الاستراتيجى» مرتديًا ثياب كرة القدم. الأستاذ نجيب المستكاوى، شيخ النقاد الرياضيين أكثرهم علمًا وثقافة، اتصل بى، وفى جمل قصيرة شرح لى أن الرياضة ما هى إلا أيضًا عملية علمية لا يحكمها الحماس، وإنما الموهبة والتدريب الشاق والاستعداد طويل المدى. بعد المكالمة، أصبحت صديقًا للقسم، وبات الأستاذ إبراهيم حجازى، رحمه الله، صديقًا وزميلًا فى مجلس الشيوخ، وظفرت بمودة خاصة مع الأستاذ حسن المستكاوى؛ أما الفنان «عليش» فقد أعطانى «بورتريه» لشخصى لا يزال معلقًا فى مكتبى.

مرت مياه كثيرة تحت الجسور كما يقال من المعرفة عن كرة القدم وفريقنا القومى، وكانت فيها الهزائم أكثر من الانتصارات، كما كان الجدل الوطنى حول المدربين وطنيين أو أجانب شائعًا، بقدر ما هو شائع عن ضرورة اللعب بطريقة متوازنة بين الدفاع والهجوم، وضرورة تسجيل هدف فى أول المباراة لإرباك الخصم، مع إبقاء قدر هائل من الحماس.

باتت هناك حلقة تبدأ بالحماس مع كل مدرب جديد، يخفت بعد ذلك مع أول تعادل أو هزيمة، ما بات جديدًا هو ظاهرة «الاستديوهات التحليلية»، التى ثبت أنها باتت المنقذ الإعلانى للقنوات التلفزيونية؛ ومعها جاءت أدوات التواصل الاجتماعى لكى تقيم الاستديو فى كل بيت. الكابتن حسام حسن أتى الآن لكى يقود مسيرة الفريق القومى، وهناك الكثير من الحماس بتولى المصرى المهمة الوطنية.

الرجل له تاريخ فى جيلنا، وهو مصرى كامل الأوصاف فى الحماسة والوطنية، ذاق طعم الفوز بكأس إفريقيا منذ عام 1986 وأكثر من مرة بعدها. لديه فرصة أن يكون «الجوهرى» الجديد، وطبعة أخرى من «حسن شحاتة»، ولكنه سوف يكون مختبرًا طوال الوقت، ولن يكون هناك معه صبر بعد المباراة الأولى، وربما مع المحنكين سوف تكون لديه فرصة أخرى.

المثل المصرى «ما عدوك إلا ابن كارك» فيه الكثير من الصحة فى مهنة كرة القدم. الجمهور والاستديوهات التحليلية سوف يكون فى يدهم الانتصار المصرى إذا كان لديهم من الصبر ما يكفى لبناء فريق ومدرسة تدريبية ناضجة كما هو مطلوب فى كل مناحى الحياة فى مصر. لا يمكن الوصول إلى كأس العالم العالمى ما لم نتعلم من بناة الأهرامات والمنتصرين فى حرب أكتوبر أن الصبر والعمل هما بداية الانتصار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدريب منتخب الفراعنة تدريب منتخب الفراعنة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon