توقيت القاهرة المحلي 08:15:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاولة اغتيال ترامب!

  مصر اليوم -

محاولة اغتيال ترامب

بقلم: عبد المنعم سعيد

عشت الزمن الذى جرى فيه اغتيال الرئيس الأمريكى جون كنيدى؛ وبغض النظر عما يأتى بعد ذلك من كتب وأفلام عن الرجل ومقتله، وحتى عن زوجته الفاتنة من بعده جاكلين كنيدى وزواجها ثم طلاقها من المليونير اليونانى أوناسيس، (لم تكن الملياردير قد ذاعت)؛ فإن الرجل كانت له صلة بنا عندما تبادل الرسائل مع الرئيس جمال عبدالناصر، وفى واحدة منها وصف الأخير القضية الفلسطينية بأن مَن لا يملك قد أعطى لمَن لا يستحق أرض فلسطين. كان كنيدى يمثل جيلًا جديدًا للقادة الأمريكيين عُرف بجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، كان شابًّا، دخل البيت الأبيض وعمره ٤٣ عامًا، مختلفًا فى الكثير عن الجيل الذى سبقه، وكان فيه فرانكلين روزفلت وهارى ترومان ودوايت إيزنهاور.

واقعة الاغتيال أصبحت لغزًا مستمرًّا، ولكنه سرعان ما أعطى نظرًا لواحد من التقاليد الأمريكية الذائعة؛ فقبل أن تنتهى الستينيات كان الاغتيال قد حل بمارتن لوثر كينج، زعيم التحرر للأمريكيين الأفارقة، وكذلك مع روبرت كنيدى، شقيق الرئيس الراحل. مع النضج كانت العودة إلى ما هو أبعد فى الماضى من عمليات الاغتيال ومحاولاته، وهذه وصلت إلى إبراهام لينكولن، الذى أراد الاحتفال بالنصر فى الحرب الأهلية، فأخذ زوجته لمشاهدة مسرحية، وهناك أتاه مَن أطلق عليه الرصاص. ومع العمر توالت المحاولات لقتل الرئيس جيرالد فورد؛ ولكن أكثر المحاولات إثارة كانت مع الرئيس رونالد ريجان، وكان محتواها عاطفيًّا عندما قام «جون هينكلى جونيور» بإطلاق ست رصاصات باتجاه الرئيس لأنه اعتقد أن ذلك سوف يثير اهتمام الممثلة «جودى فوستر» التى أحبها. قيل بعد ذلك إن محاولات جرت لاغتيال بيل كلينتون وكذلك جورج بوش الابن، ولكن جرى إجهاضها فى مهدها.

محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب جاءت فى عصر مختلف بلغت فيه نظريات المؤامرة ذروتها مستفيدة مما ذاع من ألغاز عن المحاولات السابقة؛ وكما هى العادة فإن المؤامرة قابلة للتعدد، وهذه المرة ذهبت أولًا فى اتجاه الرئيس بايدن، فهو فى السلطة، ولذلك يريد إزاحة منافسه، بعد أن انتصر عليه فى المناظرة الأولى، وتركه بعهدها يواجه التمرد داخل الحزب الديمقراطى على ترشحه للرئاسة ومطالبته بالانسحاب حتى يمكن لمؤتمر الحزب القادم أن يختار مرشحًا جديدًا أو حتى يستقر على نائبته كاميلا هاريس.

التخلص من ترامب كان يحل كل مشاكل بايدن؛ ولكنه بعد فشل المحاولة بات يغطيها بمكالمة مساندة مع خصمه، ثم تصريحات من البيت الأبيض فى نفس الاتجاه، ومن بعده خطاب إلى الأمة الأمريكية، داعيًا إلى الوحدة، ثم مطالبة الأجهزة المعنية بالإفراط فى تقديم العون الأمنى لمؤتمر الحزب الجمهورى. ثانيًا تتجه المؤامرة إلى ترامب، الذى هو بحكم تاريخه التلفزيونى يعرف كيف تُحاك التمثيليات وتُحبك بمشهد يمثل الذروة، حيث تأتى الرصاصة التى تصيب حافة أذن الرئيس السابق لكى تنزف الدماء مدرارة، فتلوث قميصه الأبيض الناصع، تاركة على وجهه خطوطًا دموية، وبينما يحيط به رجال الأمن إحاطة السوار بالمعصم، فإنه يرفع يده وقبضته، صائحًا، مطالبًا مشجعيه بالاستمرار فى القتال FIGHT.

جرى ذلك فى نفس اللحظة التى اكتشفت فيها أجهزة الأمن مَن أطلق الرصاص الذى أصاب ترامب، ومعه قتل شابًّا وأصاب اثنين، وجرى ذلك فى نفس اللحظة التى قام فيها رجال الأمن بـ«تحييد» «توماس ماثيوز كروكس»، أى قتله. لم يُثِر اهتمام الكثيرين أن الرجل لم يكن شائعًا عنه الاهتمام بالسياسة، وحينما قُيد اسمه فى السجل الانتخابى فقد كان جمهوريًّا، وكانت علاقته بالحزب الديمقراطى أنه تبرع بمبلغ ١٥ دولارًا فى أحد الأعمال الخيرية.

عاد مشهد اغتيال كنيدى إلى الأذهان وكيف أن مَن اتُّهم بقتله «لى هارفى أوزوالد» قد جرى قتله قبل أن يتم التحقيق معه من قِبَل «جاك روبى»، الذى تُوفى بعد شهور من مرض السرطان. هذه المرة، فإن «توماس ماثيوز كروكس» جرى قتله قبل أن يجرى تحقيق معه وفى مكانه، حيث وُجدت بندقية كان والده هو الذى قام بشرائها؛ ومن قِبَل الأمن الذى كان كامنًا فوق سطح مبنى قريب، لم يُرَ المتهم وهو يقوم بالقتل، ولكن بعد انتهائه من المهمة!. ومن عجب لدى المهتمين بالمؤامرة أن محاولة الاغتيال رفعت شعبية ترامب ارتفاعًا كبيرًا من ٤٨٪ ممن ينتوون الانتخاب إلى ٦٩٪؛ ورغم أن شعبية بايدن نزلت إلى ساحق المستوى، فإن الرئيس الأمريكى فاز بانصراف الأنظار عن متابعة ما يتعثر فيه من ألفاظ وتحركات الروبوت التى يعيش فيها، وما جاءه من فرص لكى يلعب دورًا أبويًّا يطالب بوحدة الأمة الأمريكية.

* نقلا عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة اغتيال ترامب محاولة اغتيال ترامب



GMT 08:15 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الناعور

GMT 08:14 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الأردنيون كلهم “O +” !!

GMT 08:13 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إيران وتجرّع كأس السم

GMT 08:12 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

المسحور «مؤمن زكريا» ماذا يحدث لنا؟

GMT 08:11 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

السودان... تبعات هزة الانشقاق في «الدعم السريع»

GMT 08:09 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الحرب والوجع اللبناني

GMT 08:08 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

كلما دارت السنة على نوبل...!

GMT 08:07 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الذكاء الاصطناعي وضرورة التأقلم

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - بدء اختبار أول لقاح في العالم ضد عدوى نوروفيروس بتقنية mRNA

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
  مصر اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 07:26 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
  مصر اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon