بقلم: عبد المنعم سعيد
ربما يكون هذا العمود خارج سياق الأعمدة السابقة هذا الأسبوع؛ ولكن الحقيقة هى أنه ليس سهلا تجاهل ما يأتى عبر أدوات الإعلام الحديثة ما يخص مصر خاصة إذا كان معبرا عن أمر يضعنا فى مكانة أكثر رفعة، ولا يوجد مثل ذلك إلا فى الجمال. فى «يوتيوب» أخذ المغامرة فيمن هو الأكثر جمالا من النساء طوال التاريخ؛ وكان يبدأ العدد من الخامس عشر حتى نصل إلى الأول. لم تكن البداية مفاجأة فقد كانت الأخيرة الخامسة عشرة هى الممثلة «سكارليت جوهانسون» التى جرى تعداد إنجازاتها السينمائية، ومدى تأثيرها فى الأجيال الجديدة. بعدها مباشرة جاءت إنجيلينا جولى وهى نوع من الجمال الصريح الذى أضاف أعمالا إنسانية لإنجازات السينما. بعد ذلك تتوالى نجمات السينما أودرى هيبورن، وريتا هيوارث، وبريجيت باردو، وصوفيا لورين، وكلوديا كاردينالي، وإليزابيث تايلور، وإنجريد بيرجمان، وجريس كيلى حتى نصل إلى رقم الثالثة وهى مارلين مونرو!
عندما تصل إلى هذه النقطة من الجمال فإن ما تبقى فى المكانتين الثانية والأولى يحبس الأنفاس؛ فإذا بالثانية هى نفرتيتي، والأولى هى كليوباترا. كلتاهما ملكة مصرية لعبت أدوارا تاريخية: نفرتيتى وفق ما وصلت لنا صورتها الذائعة بالألوان المصرية كانت تحفة متفوقة فى جمالها، وكانت زوجة «إخناتون» من الأسرة الثامنة عشرة فى التاريخ القديم حيث جرت أكبر عملية تحول ثورى فى الفكر الدينى حينما أخذت الديانة الأوزيرية القديمة خطوة واسعة نحو التوحيد الذى توالى بعد ذلك فى الديانات السماوية. لم تكن الثورة فى الدين وحده وإنما فى العمارة، والتفكير؛ وربما كانت سببا فى فتنة، ولكن ما فيها من حق ظل باقيا. كليوباترا قصة ظلت صورتها القائمة مشتقة فى جمالها من الصورة السينمائية لإليزابيث تايلور؛ ولكن تاريخها المسجل فى التماثيل والصور لا يوحى بدرجة جمال عالية، ولكنها كانت ملكة مصرية تأخذ بركاتها الملكية من كهنة آمون الأوزيرية وعاشت فى زمن من الأعاصير كانت نهاية تاريخ مصر القديم.