بقلم: عبد المنعم سعيد
ملفات الوزارة الجديدة كثيرة ومعقدة؛ وقصدنا أن نضع ملف اللاجئين والمهاجرين على مائدة السلطة التنفيذية لأنه فرض نفسه على قائمة الأعمال الوطنية بكل ما فيه من أشواك. ولا توجد نية لتفصيل، ولكن النية تقوم على قراءة تاريخنا القريب نستطلع فيه قصصا للنجاح تفيد معالجة قضايانا القديمة والجديدة. يشار فى تاريخنا إلى قصة النجاح الخاصة بسد أسوان العالى وكيف بدأ وانتهى فى مواعيده، ولم توقفه حرب ولا تعدد أنواع الاهتمام المصري. الآن نحظى بالنتائج التى أعطتنا مخزونا من المياه يقدم لنا مع مفيض توشكى ما يحمينا من العطش، وما يعطينا من فرص تقديم الزراعة المتقدمة حتى البحر المتوسط. أقرب قصص النجاح لم يمر عليها عشر سنوات: مشروع تفريعة قناة السويس الجديدة كان كامنا فى ملفات قديمة، وعندما جاء كان قائما على التمويل من اكتتاب شعبى، وكما جرى مع السد تحديد موعد عام واحد فقط للإنجاز. ولم يمر العام إلا وكان المشروع يقدم لمصر دعما كبيرا فى مكانتها الإستراتيجية وأساسا صلبا لقيام منطقة قناة السويس الاقتصادية بما فيها من مصانع وموانٍ ولوجستيات و مضاعفة فى دخل أهم ممر مائى فى العالم. ولعله لم تكن هناك مصادفة أن السد استلزم إنجازه حربا؛ وأن توسيع القناة يتعرض الآن لتحديات ممن لا يريدون بمصر خيرا.
قصص النجاح الأخرى لم توجد فيها حرب، أو كانت فيها حرب من نوع آخر؛ إزالة فيروس الكبد الوبائى من أكباد المصريين التى استعمرها ووضعهم على رأس القائمة العالمية للمرض. لم يكن أحد فى العالم يظن أن ذلك ممكن ولكنه حدث. وعندما جاء الفيروس العالمى «الكوفيد» كانت التجربة قائمة بدروسها وإمكاناتها ساعة السباق العالمى للتعامل مع الخطر. النتيجة كانت أن نظامنا الصحى صمد لخطر عالمى خرجنا منه بأعلام خفاقة. ما جمع قصص النجاح كان رؤية قيادة ومعرفة بأهمية الزمن.
*نقلاً عن "الأهرام"