توقيت القاهرة المحلي 05:03:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن الهوية!

  مصر اليوم -

البحث عن الهوية

بقلم : عبد المنعم سعيد

ينقسم العالم العربى إلى نوعين من الدول: أولهما موحدة ثابتة الجنان ولديها سلطة سياسية لديها القيادة والسياسة والسلاح، وإيمان عميق بأنها تقود هوية موحدة وراسخة لا تكف عن تغذيتها بما يقودها إلى الأمام. هذه الدول توجد فى مجلس التعاون الخليجى الست، حيث تكونت نخب عريقة تجنبت المد العثمانى والاستعماري؛ أو نجحت قيادتها فى الخروج السلس من التجربة الاستعمارية. الروابط جرت رعايتها وتغذيتها بأهداف ومصالح مشتركة، ورؤية ثقافية متوازنة، ورغبة فى اللحاق بالعالم المعاصر. يضاف إلى هذه الدول مصر ذات التاريخ العريق والهوية الموحدة عبر آلاف السنين، والأردن والمغرب حيث الأسر الملكية هاشمية المنبع، وتقدمية المقصد فى رؤية العالم. وثانيهما مضطربة تبحث عن هويتها الخاصة وتغطيها بالعروبة أو بالإسلام السياسى أو بالخوف الشديد من الفوضى والحرب الأهلية التى تبدأ بسهولة، ولكنها تستعصى فى النهاية. دول الهلال الخصيب فى العراق وسوريا ولبنان، وبعيدا عنهما اليمن، والسودان والصومال وليبيا قضت وقتها منذ الاستقلال وقيام الدولة الحديثة فى البحث عن هوية تمنع المواطن من قتل المواطن الآخر.

المثال السورى استقل بعد الحرب العالمية الثانية، وكان الانتداب قد انتهي، ولكن لم يمض وقت حتى بدأت سلسلة من الانقلابات العسكرية بقيادة حسنى الزعيم، وبعد تكرارها تجمع الضباط فى القاهرة طالبين الوحدة مع مصر. كانت العروبة هربا من هوية ممزقة لم يقدر لها لحمة كافية وكان الحل هو الانتماء إلى عباءة مبشرة بدولة عربية ذات رسالة خالدة. الانفصال كان خيارا آخر جاء سريعا ولكنه كان تقليدا تكرر بعد ذلك معتمدا على حزب أو أيديولوجية وعلى جيش يعتمد على كتلة سكانية من نوع أو آخر. أحيانا كانت هناك صفقة مثلما جرى فى لبنان، وأحيانا اعتمادا على فيدرالية كما فى السودان والعراق حيث كان انفصال السياسة عن السلاح يخلق ظروف الحرب الأهلية. وفى سوريا الجديدة تأتى فى جدتها على فصائل مسلحة لا تعرف معنى أن تكون سوريا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن الهوية البحث عن الهوية



GMT 04:45 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الثورة والدولة

GMT 04:43 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

هموم جوزيف عون

GMT 04:41 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

زوابع السوشيال ميديا!

GMT 04:39 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

البكالوريا.. الماضى البعيد

GMT 18:26 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

عبدالناصر مقاتلا.. تجربة حرب فلسطين

GMT 15:32 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

المصداقية كلمة السر لصناع القرار

GMT 10:02 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

طريق الخسائر والكبائر

GMT 10:01 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

عون رئيساً لاسترداد لبنان
  مصر اليوم - الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:48 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

رانيا يوسف ترتدي النقاب في "ليلة حب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon