توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اشتباك حزين؟!

  مصر اليوم -

اشتباك حزين

بقلم - عبد المنعم سعيد

عدت سعيدا من لقاء صديقى عبد المنعم المشاط، وكانت كتيبتنا رابضة فى مواقعنا، وعرباتنا راقدة فى سواترها، ولأسباب لا أعرفها كانت هناك حالة كبيرة من السرور، فقد بات شائعا أن محمد عبد العاطى من كتيبة صديقى قد بات معلوما فى الإعلام أنه «صائد الدبابات»، ولما كانت كتيبتنا قد حققت الكثير فقد كانت هناك شعرة من الحسد، ولكن اليقين كان قائما أن النصر قادم. تجمعنا أسفل إحدى العربات مستندين إلى ناتج الحفر بينما نتناول برتقال «أبو سرة» جاءنا من الوطن الذى أرسل لرجاله تحية صباح. وبينما الروح المعنوية مرتفعة، كانت طائرة تحلق، وبعد جولة سقطت القذيفة، وانفجرت. أحسست بحالة عالية من السخونة، وكان الظلام فجأة دامسا، وتساءلت مع نفسى عما إذا كان ذلك هو الموت؟ استمعت لصوت من آخر العالم أن نخرج من داخل الركام، كان الظلام دخانا، وزحفت متسلقا الساتر، وعندما وجدت السماء كان المشهد فيه الدماء. كنت سليما بينما أقرب الرفاق ينزف دما احتضنته وألقيت بنفسى وهو إلى حفرة أحاول فيها استخدام ما عرفته من تدريبات على إيقاف النزيف. لم يكن هناك ضحية وإنما نصف دستة من الجرحى، وزن الجريح يكون أكثر ثقلا من حالته المعتادة.

جاءت الجماعة الطبية وحملت الجرحى ومن بينهم الجندى «المحمدى» يهتف بأن نحافظ على الأرض. مع الوعى بذاتى وجدت أن ملابسى مخضبة بالدماء، وكثير من المخلفات الإنسانية. الأقدار الرحيمة قادتنى إلى حفرة واسعة وبها وجدت «جربندية» فيها «اوفرول» جديد مع ملابس داخلية كذلك و«مسدس» و«كشكول» وجدت فيه الكثير من الشعر واليوميات والرسائل. وكأن الرحمة لم تشمل ذلك فقط، وإنما كانت هناك «زمزمية» ممتلئة بمياه نقية. خلعت ملابسى وأخذت حماما لم أحصل على مثله فى قارات العالم، ولبست الملابس، وقرأت الفاتحة لصاحب الكنز الذى عزمت على تسليم مسدسه ودفتره للقيادة. كانت السماء قد أصبحت ليلا، وحصلت على أول ساعات نوم منذ بدأت الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتباك حزين اشتباك حزين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon