بقلم - عبد المنعم سعيد
لا تزال تهاني عيد الأضحى المبارك تتوالى رغم انتهاء الاحتفال بالأيام السعيدة. انتهي الوقت الذي كانت الأسر، ثم الأسرة، تجتمع في المناسبة التي هي مجموعة من التقاليد التي تبدأ بـالتضحية بكبش له أصوله، وذبحه حسب ما تقضي الشرائع، وما يأتي بعد ذلك من تقطيع وتنويع ثم التوزيع على المحتاجين، وطبقا للشريعة يكون لصاحب الأضحية حظ يعرض ساعة الغذاء. الموضوع كان له أطباق بعينها، وفيها حرص علي أن يصل الوصف للأقرباء والأصدقاء، وعندما يكون للأسرة مبعوثون في الخارج، فإن هؤلاء لابد من إدخالهم في الصورة. تطور الأمر خلال العقود الأخيرة حينما دخل أولا التليفون، فقد أخذ في الانتشار الواسع مع عقد التسعينيات من القرن الماضي فبات الاحتفال والاحتفاء جاريا في الوقت والساعة. وثانيا عندما أصبح التليفون محمولا والرسائل نصية توزعت عبر الأقاليم والقارات؛ الفكرة كانت أن يبقى جميع من في الأسرة على قلب رجل واحد، خاصة لو كان يقضي فريضة الحج ومكلفا من قبل الجميع بالدعاء في الكعبة لكي يشفي المريض وينجح الولد في امتحانات الثانوية العامة.
مضت الأيام وأصبح «الإيموجي» حاضرا، وهو للاختصار رمز يمكن إرساله للتعبير عن الحب والتمنيات الطيبة التي تكون بالصحة والسعادة؛ والتأكيد على نوال الحج في العام القادم. «الإيموجي» شخصية دخلت التاريخ ويمكن استخدامها في أدوار كثيرة، وفي مناسبة عيد الأضحي فإنه يوفر علي المرسل رسائل فيها القلوب والزهور وأخيرا دخل في العيد الخِرفان. المؤسسات المختلفة صنعت للعاملين معها بطاقات شخصية فيها ما يتيسر من أنواع الرموز؛ وهي تأتي صامتة ليس فيها لا حس ولا خبر؛ وعندما تكون عضوا في العديد من المؤسسات واللجان النوعية فإنها تنتج ما يناسبها من إيموجيهات غارقة في الكلام، وأضيف لها الموسيقي في الدعاء، وربما الحنان أيضا. في الطريق لا نعرف إلي أين ذهبت الأسرة والصحاب؛ الأرجح أن الذكاء الصناعي سوف يبحث عنهم ويقرر مصيرهم من الكلمات.