توقيت القاهرة المحلي 06:11:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشهر الكريم ؟!

  مصر اليوم -

الشهر الكريم

بقلم - عبد المنعم سعيد

ربط المصريون شهر رمضان بالكرم وإذا ما التقى المصرى بالآخر فإنه يحاول تذكيره بذلك حين يقول «رمضان كريم» ويكون الرد بقدر القول «الله أكرم». المقصود بالطبع هو مضاعفة الإحساس بغير القادرين وغمرهم بالإحسان المادى والمعنوى والأخلاقى بالتأكيد؛ ولكن العصر الحالى سرعان ما يغمرنا بحقائق موجعة. ولن يمر وقت طويل من الشهر الكريم حتى تتوالى علينا إحصائيات قوامها أن استهلاك الطعام والشراب فى الشهر الفضيل ثلاثة أمثال الشهور الأخرى، ومعها يكون استهلاك الكهرباء والطاقة فى عمومها. بينما كتب على المصريين قبول التضحية بالكهرباء لساعات فى الشهور الأخرى، فإن الشهر الكريم ظفر بالاستثناء الاستهلاكي. الأسرة المصرية تقع عليها الضغوط الكبيرة لاستهلاك أطنان من الحلوى التى لم تخل من الإبداع على مر السنين. كانت «الكنافة» تجرى صناعتها فى المنزل ومعها القطائف، غيرها من مأكولات الشهر، إلا أن ثورة حدثت خلال الأعوام الأخيرة فى صناعات الحلوى حتى امتزجت بالكثير من الفواكه والكريمة حتى وصلت إلى أشكال الشوكولاته العالمية.

لا أحد يعلم على وجه التحديد كيف حال ساعات الراحة فى الشهر الذى يكون فيه الثواب آتيا من معاناة الامتناع عن الطعام والشراب مع بقاء العمل والنشاط كما هو أو حتى يكون مضاعفا لاستكمال الحكمة من فضيلة الصيام. ولكن الحادث ليس ما هو مفترض، فنوم الظهيرة والكسل الإنتاجى فى الدوائر الحكومية تحول الطاقة كلها، السهر ممتد بين الإفطار والسحور ومنه حتى صلاة الفجر لامتصاص قدر هائل من المسلسلات والفوازير وولائم الزيارات العائلية. هذه المفارقة ما بين واقعها المفرط والخيال المقتر فيها تطرح كل عام على أصعدة رسمية وإعلامية متكررة تكرار الشهر الكريم وتقال كما لو كانت تقليدا سنويا هى الأخرى وفيها الكثير من الوعظ والإرشاد للإنسان المسلم عله يتعظ ويتقى ويقسط. وللحق فإن بعضا من هذا يحدث فى دول أخرى إبان إجازات أعياد الكريسماس ولكنه لا يصل إلى مثل هذه الدرجة من الكرم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهر الكريم الشهر الكريم



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon