توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تراث سعد الدين إبراهيم

  مصر اليوم -

تراث سعد الدين إبراهيم

بقلم - عبد المنعم سعيد

اليوم سوف تقوم الجامعة الأمريكية بإحياء ذكرى د. سعد الدين إبراهيم، وكنت أتمنى أن أكون متواجدا فى هذه المناسبة لأنها تحيى تراثا فكريا كانت له آثاره الكبرى على جيلين معاصرين له فى مصر وخارجها. هو شهادة كبرى على أن الفكر المصرى المعاصر لم يتوقف عند الجيل الذى شهد مولد الدولة المصرية فى عام ١٩٢٢ وظل مشهودا له بما فيه من تأسيس فى القضايا الكبرى التى واجهتها مصر، وإنما عند سعد الدين كان العالم العربي. تجميد الحديث والرثاء والذكرى عند جيل النشأة فى الآداب والفنون كان فى معظم الأحيان جريمة لأن الجيل الذى قدم بعد الحرب العالمية الثانية مولودا ونضج مع ستينيات القرن كان عليهم مواجهة عالم تغير، ودنيا لم تعد مثل الدنيا التى شاهدها وشهد عليها الرعيل الأول. تحمل المسئولية الفكرية هذه المرة اتسع نطاقه ومداه مع دخول العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى حزمة معقدة للإقليم العربي.

د. سعد الدين إبراهيم كان أبرز أفراد جيله بحجم ما أنتج، وباتساع القضايا التى فجرها مبكرا. من قبل شبهته بزرقاء اليمامة عندما وضع كتابه «العمدة» عن الأقليات العربية مدركا ثراءها فيما تقدمه من تنوع، وكارثتها فيما دفعت إليه من انقسام نتيجة تجاهلها. كان ذلك فى وقت ساد فيه الإنكار، وعندما كنا نزور سوريا والعراق واليمن والسودان وغيرها، كان الحديث دوما عن «البوتقة» والانصهار فى وطنية وقومية واحدة. كان على قمة جيله من المؤسسين العظام لمؤسسات المرأة والطفولة والمجتمع المدني؛ والإصلاح المتعدد الأبعاد. ومثله مثل المبشرين العظام دفع الثمن، وكانت لديه الشجاعة لكى يدرك ما قدمه الآخرون الذين ساروا على المنهج العلمي، وبحثوا عن الحكمة فى السلام والبناء؛ وعلى عكس آخرين حاولوا بناء الحواريين الذين يمثلون الصدى للمعلم الأول. هو كان دوما مثل جذر الشجرة التى تعترف بساقها وفروعها وزهورها الجميلة وثمارها الجديدة التى تضيف إلى الحقول الفكرية الواسعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تراث سعد الدين إبراهيم تراث سعد الدين إبراهيم



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon