توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المساومة …!

  مصر اليوم -

المساومة …

بقلم - عبد المنعم سعيد

 كثيرا ما يستهجن تعبير «المساومة» فى المفاوضات بين أطراف متحاربة باعتباره مفهوما نفعيا أقل شرفا من الأهداف السامية التى يجرى القتال بشأنها، والتى فيها من السمو ما يجعل الإنسان على استعداد للتضحية بحياته. ولكن المفهوم تسلل إلى علم السياسة من خلال الاستعارة من علم الاقتصاد مع انتشار وتعميق العولمة التى وجدت من المساومة Bargaining أداة نافعة لتوسيع «الكعكة» فتسهل قسمتها. أسوأ ما يحدث للمتحاربين أن تكون الحرب بينهما معادلة صفرية إذا كسب فيها طرف يخسر الطرف الآخر؛ وتكون أكثر سوءا عندما تكون الأهداف مطلقة مثل الشرف والكرامة يصعب اقتسامها.

ما يمكن اقتسامه يجعل كل طرف منتصرا لأنه حصل على بعض من الكعكة؛ ولذلك كان التقسيم إحدى أدوات حل صراعات كبرى فى الهند التى انتهت إلى دولة الهند والأخرى باكستان؛ وفيتنام جرت قسمتها بين الجنوب والشمال، وكذلك كان الحال فى كوريا التى لا تزال مقسمة. ولكن العكس تماما يحدث إذا ما كانت الشكوك قائمة فى عدالة القسمة؛ وذلك حادث فى كشمير الهندية الباكستانية، وقامت حرب فيتنام للتوحيد؛ أما كوريا فتنتظر نتائج تحول كوريا الشمالية إلى دولة نووية.

«المساومة» عادة ما تبدأ قبل المفاوضات حول بدئها من عدمه؛ وإذا ما بدأت فإن جدول أعمالها يجرى الخلاف عليه من اللحظة الأولى طالما أن أولويات كل طرف هى تعريف بسبب الصراع الجوهري. فى حرب غزة الخامسة بدأت الحرب بالنسبة لإسرائيل منذ ٧ أكتوبر الماضي، وبالنسبة للعرب والفلسطينيين منذ عام ١٩٤٨؛ لذلك فإنه بالنسبة للأطراف الثالثة أو الوسطاء فإن المساومة تبدأ من الوضع الراهن، وتصب فى المستقبل.

المعضلة فى مثل هذه الحالة أن «الوضع الراهن» يعكس توازن القوى القائم؛ والمستقبل بالنسبة للأقوى يجعله يتخوف من خسران ما كسبه الآن، وللأضعف فإنه غامض ومنذر والأفضل دائما انتظار تصحيح الموازين. فى الحرب العالمية الثانية وحدها لم تكن هناك مساومة لأن ألمانيا وحلفاءها استسلموا دون قيد أو شرط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المساومة … المساومة …



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon