توقيت القاهرة المحلي 14:23:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قانون الإصلاح الزراعى

  مصر اليوم -

قانون الإصلاح الزراعى

بقلم - عبد المنعم سعيد

كان قانون تحديد الملكية الزراعية من أول القوانين الثورية لثورة يوليو، وجاء القانون مبكرا بالاستيلاء على كل ما زاد على مائتى فدان، وبعد ذلك انخفضت إلى مائة؛ على أن يجرى توزيع هذه الأراضى على المعدمين من الفلاحين والفقراء من المستأجرين بمقدار خمسة فدادين للأسرة. فى ذلك الوقت جرى استدعاء الإقطاع من التاريخ الاقتصادى فى أوروبا العصور الوسطى، حيث كان هناك ملاك الأرض وما عليها من أقنان يعملون بالسخرة.

كان فى الأمر بعض من الغش التاريخي، ولكن الشعب المصرى شعر بفرحة عارمة؛ وفى وقتها غنت فرقة رضا للفنون الشعبية أغنية ذاعت عن الفدادين الخمسة التى باتت مصر بعدها ليس كما كانت قبلها. أصبح شعار العدالة الاجتماعية جزءا من الثقافة العامة، ومقدمة لما جرى بعد ذلك فى عام ١٩٦٠ من تأميم للشركات والمصانع والبنوك الخاصة. واكبت هذه المظاهرة إعلان الدولة أيضا عن مشروعاتها لاستصلاح الأراضى الزراعية، وتوزيعها أيضا على الفلاحين، وكان المشروع الأول مديرية التحرير فى الصحراء الغربية.

حالة النشوة هذه بمستقبل واعد للزراعة فى مصر وفلاحيها سرعان تدريجيا ما حلت لعنتها التى حذر منها بعض من أصحاب الأرض الإصلاحيين بأن توريث الأرض سوف يؤدى إلى تفتيتها إلى مساحات صغيرة تفقد القدرة الإنتاجية، والميزة التنافسية. ما حدث فعليا هى أن الفدادين أصبحت قراريط وهذه صارت أسهما لا يدرى أحفاد الفلاح ماذا يفعلون بها. كان الحل المتوقع هو أن تنشأ تعاونيات تجمع المساحات المايكرو صغيرة فى مؤسسات إنتاجية واقتصادية؛ ولكن هذه سرعان ما باتت مؤسسات بيروقراطية تعتمد فى تكلفتها وأجورها على الأرض، وليس العكس بأن تستند الأرض إلى هذه المؤسسات فى التطور التكنولوجى والتسويق. تدريجيا باتت قيمة الأرض فى بنائها وليس الزراعة فيها، تغير الحال فى المناطق الزراعية القريبة من المدن الكبرى، وتحولت دلتا النيل إلى غابات من الأسمنت، وأصبحت العشوائيات منتجا ريفيا فى قلب المدن والريف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون الإصلاح الزراعى قانون الإصلاح الزراعى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon