توقيت القاهرة المحلي 14:01:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هويتان!

  مصر اليوم -

هويتان

بقلم - عبد المنعم سعيد

كان الفيلسوف اليونانى أفلاطون هو الذى صاغ مسألة القانون عندما طرح السؤال فى أول كتابه القوانين عمن يكون مصدر القانون: الإنسان أم الآلهة؟، للتوضيح فإن الرجل كان يعتبر أن الفارق ما بين الأمم المتحضرة وتلك البربرية هو وجود القانون، أو القاعدة التى يخضع لها الجميع دون تمييز. البرابرة لا يوجد لديهم مثل هذه القواعد، وما يعتمدون عليه فى حياتهم هو الحالة الطبيعية، حيث القوة تحسم حرب الجميع ضد الجميع. الحضارة هنا فى جوهرها لا تقوم فقط على القواعد وإنما على كيفية تغييرها لكى تلائم العصور بحيث تتراكم الثروة والحكمة التى هى أعظم الفضائل. ما يبدو لنا فى النظر إلى ما يدور فى إسرائيل من انقسام يرجع فى كثير منه إلى العجز عن حل هذه الازدواجية ما بين الديانة اليهودية، والقومية الإسرائيلية، وهى ذات الازدواجية السائدة فى بلاد الشرق الأوسط عامة خاصة عندما يكون كلا المنبعين للهوية قد صار نوعاً من السلفية الجامدة التى تفضى عادة إلى النزاع إن لم يكن الحرب الأهلية.

وللحق فإن أفلاطون كان مدركاً لهذه الحالة من الجمود بحيث جعل جزءاً مهماً من كتابه مخصصاً لكيلا يكون صناع القرار سلفيين جامدين وإنما ليكونوا عمليين يتمتعون بالمرونة والإبداع. وفق زمنه استخدم الرجل فى كتابه أموراً لكى يحصل على هذه النتيجة: أولها السن الأربعون حيث تكون القيادة ناضجة، والموسيقى التى ترقى الأحاسيس وتدفع الناس للتواضع، وشرب النبيذ الذى يخفف من سخونة الرأس، أو هكذا كان يعتقد. الآن يمكن القول ان إسرائيل باتت فيها صفات شرق أوسطية ليس فقط فى الانقسام ما بين الهوية الدينية والهوية الجغرافية والتاريخية للدولة، وإنما أن أحد طرفى المعادلة "السلفيين" الدينيين ـ اليهود هذه المرة ـ يعتمدون على سلطة أعلى بكثير من الدولة ومجسدة فى السلفية التوراتية، بينما المؤمنون بالدولة فإنهم يختارونها فى أصولها الغربية التى تتسع حتى تصل إلى المثليين وغيرهم ممن يعتبرون من الغرائب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هويتان هويتان



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon