بقلم - عبد المنعم سعيد
قبل فترة قصيرة خلال الشهر الحالى احتفلت مؤسسة جوجل باليوبيل الفضي، فبعد ٢٥ عاما من مولدها باتت واحدة من كبريات الشركات العالمية المتفوقة على السيارات والحديد والصلب والطائرات وفاقت الجميع فى قيمتها السوقية: تريليون و٧١٧ مليارا، و٣٦ مليون دولار. هى جزء أساسى فى النادى التريليونى الاقتصادى والمالى الذى تنتشر أصابعه على ظهر كوكب الأرض. قصتها كما كانت قصة آبل ومايكروسوفت وفيسبوك وأمثالهم من ثوار المرحلة الرقمية من التاريخ، حيث التقى لارى بيج وسيرجى برين فى جامعة ستانفورد ومعا يقومان ببناء آلية للبحث فى كل شيء، مرجعية لكل موضوع، ومصدر لكم هائل من المعلومات لم تعرفه البشرية من قبل منذ اختراع الورق والقرطاس والكتابة. الاسم جاء من علم الرياضيات، حيث ١ وأمامه ١٠٠ صفر يسمى جوجول فتم تبسيطه بإزالة الواو الثانية؛ أما العمل فهو آلة للبحث فى المعلومات التى لا يقف أمامها حاجز ولا لغة. الآن يستطيع مليارات من الباحثين فى العالم، متعددى اللغات والأديان والحضارات والطموحات والأحلام أن يجدوا فى هذه الآلة الجهنمية معنى ما يبحثون عنه. قفزت جوجل فوق الموسوعة البريطانية والأمريكية فى سرعة البحث عن المعلومات ودقتها ما بين غمضة عين وانتباهها. فى اليوبيل الفضى للشركة أصبحت تحتكر ٩٢٪ ممن يبحثون فى العالم ولا يأتى بعدها إلا بينج بحوالى ٣٪ أما «ياهو» فليس لها من نصيب إلا ١٪.
من الطبيعى لكاتب أو باحث، أكاديمى أو فى مهنة الاستشارات، يعمل فى الإدارة أو فى الإمارة، أن يبحث عن المعنى والمبنى للكلمات والتعبيرات والأرقام والأسواق؛ جوجل تقدم له هذه الخدمات. الربع الأول من القرن الحادى والعشرين تقريبا كان هو الوقت الذى تقدمت فيه الثورة الرقمية بأشكالها المختلفة، وأصبح اسمها الثورة الصناعية الثالثة. ولكن فى سرعة لم تعهدها ألفيات العالم من قبل، فإنه قبل اكتمال الربع الأول من القرن تكون الثورة الرابعة قد قفزت بالمفاجأة تحت اسم الذكاء الاصطناعي.