توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قانون العقارات

  مصر اليوم -

قانون العقارات

بقلم - عبد المنعم سعيد

إذا كان قانون الإصلاح الزراعي دمر الثروة الزراعية المصرية، فإن قانون العقارات قام بنفس المهمة بالنسبة للثروة العقارية. لحقت في طفولتي خلال الخمسينيات من القرن الماضي، وسواء كان ذلك في القاهرة والمدن الريفية، وجود لافتة شقة للإيجار, وشاهدت عمليات التبخير والدعاء لله لكي يبارك للمكان بمن يقطنه. بلغة الاقتصاد كان ذلك يعني أن العرض كان زائدا عن الطلب؛ وكانت عملية التأجير ممثلة في عقود جاهزة في مكتب البريد يتم استيفاؤها وبعدها ينتقل الساكن إلى سكنه. ما أن جاءت الستينيات حتى بدأت ظاهرة التصادم والاحتكاك بين الملاك والمستأجرين، وظهرت ملامح خلو الرجل الذي يدفع لإخراج الساكن لكي يحل محله ساكن آخر يرفع الإيجار حسب حالة الأسواق. ساعتها بات الشائع هو وجود علاقة استغلال بين المالك والمستأجر؛ وهنا تدخلت الحكومة بقوة لكي تحدد إيجارات المساكن بنفسها مستخدمة في ذلك سطوة الدولة وقبضتها. كان واضحا أن تقييد الإيجار، وبعده عن واقع سوق العلاقة بين العرض والطلب، سوف يفسد السوق العقارية. وكما فعلت الحكومة في تصحيح الاقتصاد في الأراضي الزراعية باستصلاح الأراضي بنفسها، فإنها فعلت ذات الأمر في مجال العقارات ببناء المساكن الشعبية بنفسها.

لم يمض وقت طويل إلا وزاد اختلال العرض والطلب مرة أخري، وباتت الحكومة عاجزة عن بناء المساكن، ووجد الملاك حلا لانعدام العدالة الإيجارية في تمليك وحداتها، وفي جميع الأحوال إهمال الثروة العقارية وصيانتها؛ أما المستأجرون حتى في المساكن الشعبية فقد أخذوا الأمر بيدهم لبناء حجرات إضافية خارج كل القواعد الهندسية. ولدت العشوائيات الحضرية على نطاق واسع، ومع الزيادة السكانية، ونقص السكن الحكومي، تفاقمت إلى منتجعات خطرة. إصلاح ذلك سوف يجري تناوله في أعمدة أخري، ولكن الرسالة هنا هي أن قرابة خمسة عقود من تطبيق قانون العقارات في مصر، أدت إلى تدمير ثروة مصر العقارية حينما تحللت المساكن، وتسللت العشوائيات إلى قلب المناطق الحضرية التراثية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون العقارات قانون العقارات



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon