توقيت القاهرة المحلي 14:01:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاختراق..!

  مصر اليوم -

الاختراق

بقلم - عبد المنعم سعيد

الهوية الوطنية هى مقدمة كتاب الأمة؛ ولكن الإقليم هو الذى يبدأ تشكيل الدولة. ومن المعلوم أنه بشكل أو بآخر فإن الإقليم المصرى الذى نعرفه الآن هو الذى قام من أقدم العصور.

جاء الغزاة وذهبوا أو طردوا والحدود المصرية تسجل استمرارية عجيبة فى تاريخ الدول، حافظت فيها الصحراء على احتضان النيل وأهله. ولكن الحداثة لها مقتضيات أخرى فى العصر الحديث الذى تتم فيه عملية اختراق إقليم الدولة؛ وفى مصر كان للأمور جذورها فى عصور قديمة عندما أخذ الفراعنة دينهم الأوزيرى إلى أعماق الصحراء فنجد معابدهم فى الصحراء الغربية والشرقية. يقال إن ذلك حدث لأنه كان هناك نيل آخر، ولكن الهدف السياسى يبقى واحدا، وهو أن الدولة لا تصير دولة إذا اخترق أمنيا واقتصاديا وسياسيا إقليمها. منذ قيام مصر الحديثة مع الوالى محمد على فإن عملية الاختراق هذه تمت من خلال الترع والطرق والمدقات والسكك الحديدية والمدن الجديدة بعد حفر قناة السويس. والآن فإن هذا الاختراق يجرى بطريقة غير مسبوقة من حيث الامتداد العمرانى من خلال ٧٠٠٠ كيلومتر من الطرق والكبارى، وأشكال مختلفة وحديثة من المواصلات والاتصالات مثل القطار السريع و المونوريل وذلك الترددى.

هذا الاختراق للإقليم المصرى غير مسبوق؛ ومن المدهش أن يكون ملخصه الساخر مشروع الطرق والكبارى حارماً مصر من خلاصها الحضارى والتنموى. فقه الأولويات الشائع من أصوله الإخوانية لا يعرف فداحة انتصار الجغرافيا على الديمغرافيا المصرية التى تظهر لنا من النموذج السودانى فى التنمية، حيث تعجز ثروات الوادى عن الوصول إلى سواحل الاتصال والتجارة مع العالم. توسيع المعمور المصرى بامتداد مصر من النهر إلى البحر هو علامة الجيل المصرى الحالى من المهندسين والعمال، قرابة ستة ملايين، ممن مدوا الطرق والكبارى وحفروا الأنفاق أسفل أكبر ممر مائى فى العالم. هو تحقيق أحلام كانت فى مديرية التحرير لدى عبد الناصر، والصالحية لدى السادات، وتوشكى لدى مبارك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاختراق الاختراق



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon