توقيت القاهرة المحلي 13:30:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التاريخ والإستراتيجية؟!

  مصر اليوم -

التاريخ والإستراتيجية

بقلم - عبد المنعم سعيد

فى ملفاتى القديمة يوجد الكثير من الأفكار النظرية ذات القيمة التحليلية والتى تفيد فى تقييم ما راح، وتقدير ما سوف يأتي. من هذه النظريات التمييز ما بين التاريخ والإستراتيجية التى ربما تسلط أضواء على ما أصابنا من إخفاقات. هنا فإن التاريخ هو عملية تطورية تتداخل فيها مئات، بل آلاف العناصر الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والسياسية، التى تتفاعل مع بعضها البعض لكى تنتج بعد ذلك واقعا مختلفا عما كان. وقد اختلف المؤرخون وعلماء الاجتماع والمفكرون والفلاسفة حول أهمية العناصر وأكثرها فاعلية فى تحريك المجتمعات من نقطة إلى أخرى، ولكنهم جميعا اتفقوا على أن لا شيء يبقى على حاله، وإن التغيير والانتقال من نقطة إلى أخرى هو من سنن الكون حتى عندما توصف مجتمعات بالجمود. هى عملية طويلة المدى، قد يسرعها تطور تكنولوجي، أو ثورة عارمة تكون أشبه بعملية تسخين عناصر المادة حتى تتفاعل بسرعة أكبر وتتحول إلى وضع جديد. الإستراتيجية على الجانب الآخر هى عملية إنسانية محضة تتعلق بوسائط الانتقال ما بين الموارد والأهداف فى ساحة بعينها، وبدايتها تعريف وتحديد المصالح المراد وقايتها أو حمايتها ووضعها فى صورة نقاط بعينها يراد الوصول إليها فى فترة زمنية محددة، ومن ثم يمكن الحديث عن الإستراتيجية العسكرية أو الأخرى الاقتصادية وهكذا. ولذا فإن التاريخ يقيم حسب المرحلة أو الزمن الذى يصل إليه من تقدم أو تراجع، أما الإستراتيجية فإن تقييمها عنوانه النجاح أو الفشل.

ما كان لدينا كان مفارقة بين المفهومين، وبينما كانت الإستراتيجية واضحة أحيانا بأهدافها ووسائلها، فإن التاريخ يبدو غامضا، وفى أحيان يمكن أن يفهم بطريقة ماضوية يكون فيها دائما الماضى أفضل حالا وأكثر سعادة. وعندما يحدث ذلك فإن الأمم تدور حول نفسها، وتنقل ما بين حلقات الفقر والهزيمة الجهنمية. هنا فإن الهزيمة والإخفاق يتمكن من الإستراتيجيات المقترحة لأنها لا تدرك أنه لا يمكن إعادة إنتاج الماضى مرة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ والإستراتيجية التاريخ والإستراتيجية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon